رام الله | أطلق موقع «طقس فلسطين» على العاصفة التي تضرب البلاد منذ أيام اسم منخفض «ديشوم». وأراد من خلال ذلك استخدام أسماء مدن فلسطينية دمرتها اسرائيل إبان احتلال فلسطين في العام 1948، وأقامت عليها مستوطناتها، وطمست معالمها الفلسطينية. وديشوم هي قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من صفد وتبعد عنها 14 كيلومتراً. لكن المنخفض الجوّي، أو العاصفة، لم تكن وحدها مشكلة الفلسطينيين، بل كانت المشكلة الكبرى الاحتلال نفسه، الذي لم يمنعه البرد القارس والعاصفة من مواصلة المداهمات والاعتقالات، بحيث دهمت وحدات القمع الخاصة التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية فجر أمس، قسم 15 في سجن «عوفر»، وهو القسم الذي يطلق عليه الأسرى اسم « قسم الوحدة»، واعتدت بالضرب المبرح على عدد من الأسرى دون أسباب لذلك.
وبحسب ما ورد عن الأسرى لـ«الأخبار»، فإن قوات معززة اقتحمت القسم رغم أجواء الطقس العاصفة والثلجية، واحتجزت الأسرى تحت المطر واعتدت بالضرب على كل من: خليل الخروف، محمد ابو ريوش، ابراهيم ابو العسل، شاهر الحيح. وذكر الاسرى أن الإدارة عاقبت عدداً من الأسرى ونقلتهم بشكل تعسفي إلى سجن هداريم.
ولم يقف تنكيلها عند الأسرى، بل دهمت قوات الاحتلال بلدة اليامون، واعتقلت مواطنا من البلدة، قبل أن تدهم كذلك منزلي أسيرين في قرية رمانة غرب جنين وتدهم بلدتي جبع وصانور. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت في اليامون عبد الغني سليم أبو الهيجاء (55 عاماً)، بعدما فشلت باعتقال نجله صامد بحجة أنه مطلوب لجيش الاحتلال.
وفي قرية رمانة، دهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزلي ذوي الأسيرين محمود أبو حماد، وغازي محاجنة وعبثت بمحتوياتهما بعد تفتيشهما وإخراج ساكنيهما إلى العراء بحجة استجوابهم، فيما لم تسلم بلدتا جبع وصانور جنوب جنين، من المداهمات حيث احتجزت قوات الاحتلال محمد طلال حمور (50عاما)، لأكثر من ساعة بعد مداهمة منزله وتفتيشه وتخريب محتوياته.
ولم يرق للمستوطنين المتطرفين أن يروا الفلسطينيين فرحين بوصول الثلوج إلى فلسطين، فعمدوا الى مهاجمة مجموعة من الشبان الفلسطينيين، الذين خرجوا للعب بالثلوج في قرية عوريف، وأطلقوا الأعيرة النارية تجاههم، ما أدى إلى إصابة فلسطيني برصاصة في ساقه.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إنه وفي قرية قصره جنوب نابلس أطلق المستوطنون النار تجاه الشاب عمار سامر مسامير (26 عاما) ما أدى إلى إصابته في الساق أيضا. وأكد أن مجموعة من المستوطنين من البؤرة الاستيطانية «ياش كودش» المحاذية للقرية هاجموا الشاب الفلسطيني، وأطلقوا عليه النار بصورة متعمدة ومباشرة ما أدى إلى إصابته.
القدس المحتلة كان لها نصيب هي الأخرى، اذ اعتقلت قوات الاحتلال فتيين مقدسيين بعد الاعتداء عليهما بالضرب، خلال مواجهات اندلعت مع مجموعات متطرفة من المستوطنين في حي الشيخ جراح بالمدينة المحتلة. المواجهات اندلعت أثناء خروج عدد من الفتية المقدسيين للهو بالثلج، الأمر الذي أغضب المئات من المستوطنين المتواجدين في الحي للهو أيضاً، بحسب ما أكد محمود قراعين من مركز معلومات وادي حلوة.
وأضاف قراعين، أن غضب المستوطنين المتطرفين تحول إلى هجوم عنيف على الشباب عند شارع رقم «1» الملاصق لحي الشيخ جراح، والتعدي عليهم برميهم بالحجارة وشتمهم بعبارات عنصرية مسيئة للفلسطينيين والمسلمين، فيما تدخلت قوات شرطة الاحتلال ووحدة من مخابراته، واعتقلت فتيين بعد الاعتداء عليهما بالضرب.
وكانت مظاهر الحياة في مدن الضفة الغربية مشلولة تماماً، بما فيها الدراسة، حيث أجبرت وزارة التربية على تعطيل دوام المدارس في معظم محافظات الضفة الغربية بسبب تساقط الثلوج والاحوال الجوية السيئة، وخوفاً من خسائر بشرية إضافية.
وقال رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية سلام فياض إن الحكومة قررت تقديم المساعدات للمتضررين من العاصفة التي تجتاح معظم مناطق الضفة الغربية، بالرغم من الازمة المالية التي تعانيها السلطة، بما أن هناك مناطق أصبحت منكوبة تماماً.