بعدما جرى التضييق عليه في الداخل وأُقصي عن المشاركة في كبرى معارك التحرير والمواجهة مع تنظيم «داعش» في الأنبار، إضافة إلى ما تجمع عليه المعلومات عن إبعاده عن الموصل، واصل «الحشد الشعبي» التأكيد أنه جزء مهم من معادلة القضاء على «داعش»، ليس في العراق فقط، فقد حطّ وفد رفيع المستوى من هيئة «الحشد» في سوريا، خلال اليومين الماضيين.مصدر في «الحشد الشعبي» أبلغ «الأخبار» أن «وفداً من هيئة الحشد يضم المتحدث الرسمي باسم الهيئة ومسؤول كتائب الإمام علي النائب في البرلمان العراقي أحمد الأسدي، وعضو هيئة الرأي وأحد المتحدثين الإعلاميين باسم الحشد يزن مشعان الجبوري، يقومون بزيارة لسوريا منذ مطلع الأسبوع الحالي». وأكد المصدر أن الوفد التقى بنواب من مجلس الشعب السوري، فضلاً عن قيادات عسكرية وأمنية سورية وأخرى من «فصائل المقاومة» التي تقاتل هناك.
المصدر أوضح أن قيادات «الحشد» التي تزور سوريا تجنّبت أي إعلان عن الزيارة أو تفاصيلها، إلا أن يزن الجبوري نشر صورتين له مع الأسدي على صفحته على موقع «فايسبوك»، حيث قال «جئنا إلى دمشق الصمود لنؤكد أنه لا خيار لنا إلا النصر حتماً»، من دون بيان عن تفاصيل الزيارة. وبحسب المصدر، فإن «اللقاءات بحثت التدخل السعودي ــ التركي المحتمل في الأراضي السورية، والتضييق الذي يمارس على الحشد وفصائل المقاومة في العراق وسوريا».
وأشار المصدر إلى أن الوفد تطرق، أيضاً، إلى الضغوط الأميركية التي يتعرض لها رئيس الحكومة حيدر العبادي، بشأن السماح باستخدام الأراضي العراقية كمنطلق لشن عمليات أو القيام بمهمات خاصة في سوريا. وفي ما يتعلق بتوقيت الزيارة، فقد لفت المصدر إلى أن «الحشد» أراد من خلالها إرسال رسالة بليغة إلى العبادي.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد جمال لـ«الأخبار» أن لا علم للوزارة بهذه الزيارة.
في موازاة ذلك، رأى المحلل السياسي أثير إدريس أن «زيارة وفد الحشد الشعبي لسوريا هي محاولة فتح قناة تواصل وتنسيق مع دمشق تتعلق بالتطورات والمعطيات الميدانية على الأرض، حيث تتصاعد الاستعدادات لانطلاق معركة تحرير الموصل، بالتزامن مع نية الجيش السوري التقدم نحو مدينة الرقة وسيطرته على مواقع في أطراف المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية».
ولفت إدريس في حديث إلى «الأخبار» إلى أن «هناك إمكانية كبيرة في محاصرة داعش من طرفين في الرقة والموصل، إذا حصل توافق على مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير الموصل أو تسليمه بعض المهمات في المعركة»، مشيراً إلى العلاقة «الجيدة» التي تربط رئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس مع سوريا، حيث التقى الفياض عدة مرات بالرئيس السوري بشار الأسد بصفته مستشاراً للأمن الوطني.