بعد أشهر من الجمود السياسي نتيجة الأزمة التي اندلعت في أيلول الماضي، يبدو أن قطار العملية السياسية في اليمن عاد إلى السكّة مع الإعلان عن قرب إنجاز الدستور الجديد، أحد مخرجات «الحوار الوطني». وعلى الرغم مما يُعدّ «انفراجة» في المشهد اليمني القاتم، يظلّ الوضع الأمني على حاله، حيث تشهد المحافظات اليمنية معارك مسلّحة، أبرزها بين تنظيم «القاعدة» وجماعة «أنصار الله» في وسط البلاد، حيث سجّل يوم أمس مقتل 12 حوثياً في محافظة البيضاء، بعد سلسلة تفجيرات استهدفت الحوثيين، نفّذها «القاعدة».
وبعد أيامٍ من منح الثقة لـ«حكومة الكفاءات» برئاسة خالد بحاح الذي وعد بالانتهاء من الدستور الجديد قريباً، أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، أن مسودة الدستور الجديد ستكون جاهزة خلال أيام.
وخلال استقباله عدداً من أعضاء مجلس النواب اليمني من المحافظات الجنوبية، قال هادي إن «مسودة الدستور ماثلة الآن للمراجعة، وفي ظرف أيام ستكون جاهزة»، مشيراً إلى أنه «سيجري الاستفتاء على الدستور، وصولاً إلى الانتخابات البرلمانية في العاصمة الاتحادية والأقاليم». وكان هادي قد أصدر في آذار الماضي قراراً بتشكيل لجنة لصياغة الدستور اليمني، مكونة من 17 شخصية ضمت المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية كافة.
وعبّر هادي، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، عن تقديره لموقف أعضاء مجلس النواب، في منح حكومة بحاح الثقة قبل أيام، مشيراً إلى أن «هذه الحكومة هي حكومة كفاءات وليس لها علاقة بالأحزاب مطلقاً». وأضاف إن ذلك يمثل مخرجاً من الوضع الصعب والمعقد، ويبعد عن المناكفات ويسهل مهمات الحكومة لتنفيذ ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية. وجدد هادي التذكير بدعم المجتمع الدولي للعملية الانتقالية في البلاد، قائلاً إن «عملية التغيير السياسي في اليمن بكل شروطها وبنودها هي مسألة تحت ضمانة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولا يستطيع أحد عرقلتها كونها مدعومة من الجميع».
في هذا الوقت، تواصلت التفجيرات التي تستهدف جماعة «أنصار الله» في محافظة البيضاء، حيث قُتل 12 مسلحاً حوثياً، مساء أول من أمس، في تفجيرات استهدفت دوريات تابعة للجماعة، في بلدة خبزة في مديرية رداع، وسط اليمن. وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، يشنّ تنظيم «أنصار الشريعة»، جناح «القاعدة» في اليمن، هجمات عنيفة على مقار وتجمعات للحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء ومدن عدة منذ شهرين، أوقعت مئات القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى تفجيرٍ شهدته رداع، قبل أسبوع، أودى بحياة عشرات الأطفال.

(الأناضول)