شيّع مئات الفلسطينيين جثمان الشاب محمود عدوان (21 عاماً) من مخيم قلنديا الواقع بين مدينتي رام الله والقدس في الضفة المحتلة، بعدما قتله جيش الاحتلال خلال اقتحامه المخيم فجر أمس. وشارك في موكب التشييع عدد من مسلحي كتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح)، وأطلقوا وابلاً من الرصاص الحي في الهواء خلال الجنازة، فيما ردد المشيعون عبارات غاضبة، مطالبين الأذرع المسلحة بالرد على «جرائم الاحتلال».
وأصيب عدوان برصاص إسرائيلي حي أثناء تصديه بالحجارة لقوات الاحتلال في المنطقة الشمالية لقلنديا التي اقتحمتها وحدة «دوفدوفان» في ساعة متأخرة من الليل بحثاً عن شاب آخر، الأمر الذي دفع عشرات الشباب إلى التصدي للاقتحام الإسرائيلي، لتردّ قوات الاحتلال بإطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أدى إلى استشهاد عدوان وجرح فلسطيني آخر. وقالت مصادر طبية إن الشاب استشهد قبل وصوله المستشفى، إثر إصابته بعيار ناري دخل في الحلق واستقر في رأسه. وأضافت المصادر أن عدوان كان أسيراً في سجون الاحتلال، وهو الشهيد الثالث في المخيم في عام 2014.
أما الرواية الإسرائيلية، فحملت تضخيماً كبيراً، إذ قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوة قتلت الشاب بعد أن ألقى عبوة ناسفة محلية الصنع، وأضاف أن القوة المهاجمة أصابت شخصاً آخر بجروح واعتقلته للتحقيق، لكن شهوداً عياناً نفوا الرواية الإسرائيلية، علماً بأن قلنديا يشهد الكثير من عمليات المداهمة والاعتقال الإسرائيلية. ويأتي استشهاد عدوان بعد نحو أسبوع على استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين. كذلك اندلعت مواجهات أخرى في مدينتي جنين (شمال) والخليل (جنوب) احتجاجاً على اقتحام قلنديا.
وفيما كان متوقعاً أن يتوصل الأسرى المضربون عن الطعام في السجون الإسرائيلية إلى اتفاقية مع إدارة السجون لإنهاء إضرابهم التضامني وتحقيق مطالبهم، بدا أن الاجتماع أمس انتهى من دون الوصول إلى أي نتيجة. لكن نادي الأسير ذكر أن المؤشرات الأولى إيجابية «ومن المتوقع التوصل إلى حلول هذه الليلة (أمس) أو صباح الغد (اليوم). ويخوض أكثر من 100 أسير إضراباً عن الطعام منذ تسعة أيام تضامناً مع الأسير نهار السعدي الذي يضرب لليوم الـ28 احتجاجاً على عزله منذ عامين، وأيضاً للمطالبة بإنهاء سياسة العزل العقابية.
(الأخبار، الأناضول)