ما إن أُعلن نبأ استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، حتى توالت ردود الأفعال الدولية الشاجبة لمقتل مسؤول ملف الاستيطان لدى السلطة الفلسطينية على أيدي الجيش الاسرائيلي. شبه إجماعٍ دولي على ضرورة فتح تحقيق في الجريمة وتسليم المسؤولين عنها لـ«العدالة»، كما جاء في بياني الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فيما اجتمعت كلٌ من أنقرة والدوحة على الحديث عن «السلام في المنطقة»، الذي من شأن الممارسات الإسرائيلية أن تعرقله.وحدها إيران، حتى الساعة، غرّدت خارج سرب الردود الكلاسيكية، معتبرةً أن مقتل أبو عين سيعزّز وحدة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، وسيزيد من إرادة المقاومة لديهم، كما أكدت المتحدة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم، أمس.

وأدانت الحكومة الأردنية مقتل أبو عين، معتبرةً أن لهذه الجريمة «دلالة واضحة على انتهاكات جيش الاحتلال لحقوق الإنسان». وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني إن بلاده «ترفض بشدة المبررات الإسرائيلية لهذه الجريمة». وفيما دعا المجتمع الدولي إلى «التدخل الفاعل لوقف التغول الإسرائيلي وانتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اراضي 1967»، شدّد على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات «بما يفضي إلى إحلال السلام».
من جهتها، أعربت القاهرة عن «بالغ قلقها من التصعيد الإسرائيلي غير المبرر في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وطالبت الحكومة، في بيانٍ لوزارة الخارجية، بـ«تحقيقٍ سريع في هذه الجريمة النكراء وتقديم المسؤولين عنها للعدالة». ودعا البيان المصري الجانب الاسرائيلي إلى «ضبط النفس» و«التوقف الفوري عن الاستخدام المفرط للقوة تفادياً لتدمير جهود السلام في المنطقة».
أما وزارة الخارجية القطرية، فقد وصفت ما جرى في الضفة الغربية بـ«الانتهاك الجديد الذي يضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ما يؤثر مباشرةً في جهود عملية السلام». وطالبت الدوحة المجتمع الدولي باتخاذ «إجراء حازم» لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
إقليمياً، شجبت أنقرة «المعاملة السيئة» للجنود الإسرائليين التي سبّبت وفاة أبو عين. وفيما أكدت الحكومة التركية، خلال بيان لوزارة الخارجية التركية، «انتظارها إجراء تحقيق مستقل وشامل»، اعتبرت أن «الحادث المؤسف» جاء نتيجة استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية. ودعت أنقرة إسرائيل إلى التوقف عن «أعمالها البربرية» على الأراضي الفلسطينية، قائلةً إنه آن الأوان كي تدرك إسرائيل أن أمنها الحقيقي يمكن أن يتحقق بإحلال سلام عادل وشامل في المنطقة.
دولياً، طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق «فوري» و«مستقل» في ظروف موت المسؤول الفلسطيني زياد أبو عين في صدامات مع الجنود الإسرائيليين خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلّة. وقالت المنسقة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، إن «المعلومات عن استخدام مفرط للقوة من قبل قوات الأمن الاسرائيلية تدعو للقلق الشديد».
وقالت المسؤولة الأوروبية: «هذا الأمر يذكّر بصورة مفجعة المجتمع الدولي كله بتدهور الوضع على الارض»، داعيةً «كل الأطراف الى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس»، وإلى «الامتناع عن كل الأعمال التي من شأنها تأجيج التوتر».
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إسرائيل إلى إجراء «تحقيق سريع وشفاف حول ظروف الوفاة الوحشية للوزير الفلسطيني زياد أبو عين». وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوياريتش، إن بان «يدعو الأطراف المعنية كافة إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس وتفادي تصعيد العنف».

(أ ف ب، الأناضول)