أسفرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومسلحي «جبهة النصرة» في الحيّ الشرقي والمساكن العسكرية عن سقوط آخر نقاط الجيش في بلدة الشيخ مسكين، في ريف درعا الشمالي. التطورات الميدانية أدّت إلى تراجع قوات الجيش إلى مشارف بلدة إزرع، في الريف الشرقي للمدينة الجنوبية. وسرعان ما نصب مسلحو «النصرة» حاجزاً مقابل بلدة الشيخ مسكين، على أتوستراد دمشق ــ درعا، كتهديد لعزل المنطقة بقطع أوتوستراد السلام.
مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ مخططات «النصرة» مكشوفة بالنسبة إلى الجيش، باعتبارها مكونة من عمليات تفجير عربات عبر انتحاريين، ضمن نقاط تمركز عناصر الجيش المنسحبين من الشيخ مسكين في إزرع. وبحسب المصدر، فإن السيطرة على النقاط العسكرية الواقعة شمالي المنطقة، هي هدف المسلحين التالي، ما يتطلب تحصيناً إضافياً للتل الحاكم على منطقة جنوب غرب محجة، بهدف الوصول إلى خربة غزالة، على الأوتوستراد، وإسقاط ريف درعا كاملاً. كذلك يعمل المسلحون، حسب المصدر، على محاولات عدة لقطع طرق الإمداد البرية شرقاً، أي من مدينة السويداء المجاورة وإليها. وليس خافياً أنّ وضع القوات السورية في الجنوب أصبح مقلقاً، إثر سقوط تل الحارة، الواقع بين محافظتي درعا والقنيطرة، والذي يعتبر أهم التلال الاستراتيجية الحاكمة في المنطقة المحاذية للحدود مع الكيان الإسرائيلي، وذلك في ظل الدعم اللوجستي المتواصل للمسلحين، عبر الحدود الأردنية، ولا سيما بعد الضربات الصهيونية الأخيرة لمواقع سورية حول العاصمة، والتي قدّمت دعماً معنوياً للمسلحين في المنطقة الجنوبية. مجزرة في مساكن الضباط في الشيخ مسكين تصدرت أخبار المسلحين، إثر نشر صور لـ25 جثة متفحمة، تم تصفيتها من قبل عناصر الجيش، حسب مزاعم الصفحات المعارضة. المصدر الميداني أكد لـ«الأخبار» أن عدداً كبيراً من الشهداء سقطوا في معارك الشيخ مسكين، لكن قتلى المسلحين بالعشرات. ونفى المصدر حدوث أي مجزرة، إذ لا وجود لمدنيين في منطقة المعارك الحاصلة، مؤكداً أنها محاولة إعلامية لضغط إضافي على الرأي العام، حسب تعبيره.
وفي ريف دمشق، أحبط عناصر الجيش محاولة تسلل مسلحي «جيش الإسلام» إلى «هنكارات» وتّار في محيط تل الكردي، قرب مدينة دوما. مصدر ميداني أشار إلى مقتل 5 مسلحين قرب المعامل، إضافة إلى جرح عدد من جنود الجيش خلال الاشتباكات. ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار محاولات عائلات الخروج من مدينة دوما، والوصول إلى مناطق سيطرة الدولة السورية، هرباً من الموت في المدينة الواقعة تحت سيطرة مسلحي «جيش الإسلام». وفي داريا، تواصلت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين من «لواء شهداء الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، عبر المحور الشرقي، في محاولات متواصلة للجيش التقدم ضمن القطاع المذكور. «الكورنيش القديم» اعتبر مسرحاً لمعارك عنيفة في البلدة الواقعة جنوب العاصمة السورية، ما أدى إلى مقتل 9 مسلحين، إضافة إلى عشرات الجرحى، في حين فجّر الجيش السوري نفقاً للمسلحين في جبهة داريا الشمالية، بهدف قطع محاولات المسلحين إحداث خرق يصرف أنظار الجيش عن المعارك الحاصلة شرقي البلدة.