لم تكن الزيارة الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، لطهران بمثابة محطة عبور تهدف، فقط، إلى المشاركة في مؤتمر حول "العنف والتطرف" تنظمه العاصمة الإيرانية اليوم، بل شكلت سلسلة اللقاءات التي عقدها، مؤشراً واضحاً على أن إيران لن تسمح باختطاف القرار السياسي العراقي، مانعة بذلك محاولات البعض لجعله رهينة يستفاد منها في خضم الأوضاع السياسية المشتعلة من ديالى، شرقاً، وصولاً إلى شواطئ البحر الابيض المتوسط.
وبعد يوم على لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، استقبل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي اكبر هاشمي رفسنجاني، وزير الخارجية العراقي، مؤكداً له أن "العراق قادر على اداء دور قيّم في تسوية مشاكل سوريا ولبنان" وأن "أمن العراق مهم لدول المنطقة".
وأشار رفسنجاني إلى "الخطوات الكبرى التي قام بها العراق بعد سقوط نظام صدام (حسين) ووصف تعاون الدول العربية ودول الجوار مع العراق بالأمر المهم"، وقال إن "الجميع يدرك أن العراق يمكنه أن يؤدي دوراً قيّما في تسوية مشاكل سوريا ولبنان".
ورأى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أنه "لا بد من اقناع بعض دول المنطقة بأن نار الارهابيين ستطاول اذيال المنطقة بأسرها". وأضاف أن "تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران وبغداد من شأنه ان يؤدي الى تعزيز العلاقات بين جميع دول المنطقة".
من جهته، شرح ابراهيم الجعفري، خلال اللقاء، أبعاد جولته الاقليمية الأخيرة، وفق ما نقلت الوكالات الإيرانية الرسمية. ولفت إلى زيارته لتركيا والبحرين، أخيراً، وقال إن "سياستنا تتمثل في التعاون مع دول المنطقة، وقد نبهنا السعودية والكويت والامارات بشأن خطر انتشار داعش". وأكد ان "موقفنا الاستراتيجي هو اقامة العلاقات مع دول العالم، ولا نريد ان ندخل في الصراعات السياسية بين الدول".
وأشار وزير الخارجية العراقي الى "تجارب ايران في التصدي للعصابات الارهابية والمقاومة امام الحظر"، وأضاف: "في ذروة هذه الاخطار، لدينا فرص قيمة لتطوير التعاون بين البلدين، وسنستفيد من هذه التجارب بالتعاون مع مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية".
وقدم الجعفري تحليلاً للأوضاع الاقتصادية للعراق، واعرب عن قلقه لانخفاض اسعار النفط، وقال إن "العصابات الارهابية سببت عرقلة انتاج النفط في شمال العراق، ولدينا خطط للتعويض".
بدوره، اكد رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، بعيد استقبال الجعفري، أن "العبور من المرحلة الراهنة الحساسة جداً في العراق بحاجة اكثر من اي شيء آخر الى تعزيز الوحدة والتضامن بين مكوناته السياسية والقومية".
(الأخبار، ارنا، فارس)




قوات أجنبية في العراق «قريباً»؟

كشف قائد عمليات «العزم التام» ــ وهو اسم أطلقته وزارة الدفاع الأميركية على الحملة التي تقودها على رأس تحالف دولي في العراق وسوريا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ــ الجنرال الأميركي جيمس تيري، أن الدول المشاركة في «التحالف» تعهدت بإرسال 1500 جندي إلى العراق «للمساعدة» في مواجهة التنظيم.
وأضاف تيري أن مهمة هذه الجنود ستكون «تدريب ونصح» القوات العراقية والكردية في قتالها ضد مسلحي التنظيم، فيما لم يحدد الدول التي ستشارك في إرسال الجنود. وجاء ذلك في تصريحاته إلى الصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، خلال زيارته للكويت، أمس.
وقال الجنرال الأميركي إن تعهد دول «التحالف» جاء خلال «مؤتمر بروكسل» الأخير، الذي عقد في بداية الشهر الحالي. وأضاف «أعتقد أنهم سيأتون قريباً».
(الأخبار، رويترز)