دعمت ست دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوربي، إضافة إلى الأمم المتحدة، جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، مهددين بـ«تدابير إضافية» لحماية الاستقرار والوحدة الوطنية، إذا ما فشل حوار وطني يقوده مبعوث أممي، في بلد ممزّق بين كيانات سياسية متنافسة. ويأتي ذلك فيما أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها ستدعو إلى جولة جديدة من الحوار السياسي في 9 كانون الأول، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد التشاور مع الأطراف في هذا البلد.
وأوضحت البعثة أن «هناك اتفاقاً بين الأطراف الفاعلة الليبية المختلفة على أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو حوار سياسي شامل يعالج الأزمة بغية وقف الاقتتال وإنهاء معاناة المدنيين وضمان عودة العملية السياسية في المرحلة الانتقالية إلى مسارها والمحافظة على سيادة وسلامة أراضي ليبيا ووحدتها الوطنية».
وفي موازاة ذلك، عبر وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، عن «القلق البالغ إزاء الوضع المتدهور في ليبيا».
ورحّب الوزراء الذي اجتمعوا في بروكسل بـ«إعلان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، عقد جولة جديدة من المحادثات (بين الأطراف الليبية)، في 9 كانون الأول». وحثّ الموقعون على البيان، «الأطراف الليبية على المشاركة بطريقة بنّاءة ومن دون أي شروط في العملية السياسية، التي تمثل الطريق الأنجع لليبيا».
وأضاف البيان: «نؤيّد بقوة جهود الأمم المتحدة للعمل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين لبناء حكومة وحدة وطنية في ليبيا».
وأدان المجتمعون بشدة «أعمال العنف الأخيرة، بما في ذلك القصف الجوي الذي يقوّض احتمالات التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، كما يسلّط الضوء على المعاناة الرهيبة للجميع في ليبيا، الناجمة عن استمرار العنف».
وتأتي هذه التطورات على مستوى التحركات السياسية، فيما تبدأ اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم أعمال الاجتماع الوزاري الخامس لدول جوار ليبيا، بمشاركة السودان وتونس والجزائر ومصر وتشاد والنيجر والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي. وسيعمل المشاركون في هذا الاجتماع على تقييم الجهود الهادفة إلى توفير ظروف إقامة حوار بين الأطراف الليبية لإيجاد حل سياسي من شأنه الحفاظ على سلامة ووحدة ليبيا واستقرارها.
وأعرب وزير الخارجية السوداني علي كرتي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية، عن ثقته بأن يكون هذا الاجتماع خطوة أخرى في سبيل المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في الشقيقة ليبيا. وأشارت الوكالة إلى أن الدعوات شملت كلاً من مصر، وتونس، والجزائر، والنيجر، وتشاد، كما شملت الامين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، ومبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا، ناصر القدوة، إضافة إلى مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، دليتا محمد دليتا.
(الأخبار، أ ف ب)