رغم أن قضية تعويض اليهود من أصول عربية، سبق أن طرحت في تل أبيب على طاولة البحث مقابل المطالب الفلسطينية بحق العودة، إلا أنّ الجديد في هذه القضية، تحويلها إلى مناسبة إسرائيلية رسمية، توجب الاحتفال وإطلاق التصريحات والمطالبة بالتعويضات، الأمر الذي يشير إلى أن إسرائيل تهدف إلى إيجاد توازن بين تهجير الفلسطينيين من أراضي عام 1948، وبين هجرة اليهود العرب إلى أراضيها.
في هذا الإطار، أحيت إسرائيل، أمس، لأوّل مرّة في تاريخها، مناسبة «طرد اليهود من الدول العربية وإيران»، على أن يجري إحياء هذه المناسبة سنوياً في الثلاثين من شهر تشرين الثاني كلّ عام، تحت اسم «التهجير اليهودي من الدول العربية».
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كان أول المتحدثين عن المناسبة، بهدف إعطائها طابعاً رسمياً يؤسّس لإضفاء الأهمية عليها، إذ قال: إن «الدول العربية لم تقبل بإعلان الأمم المتحدة القاضي بإنشاء دولة يهودية، بل أجبروا اليهود الذين يعيشون على أراضيهم على مغادرة منازلهم وترك ممتلكاتهم وراءهم». وبحسب كلام نتنياهو: «عملنا وسنواصل العمل لكي لا تنسى مطالبهم، وسنواصل رفع الدعاوى القضائية بهدف استعادة ممتلكات اليهود من الدول العربية في أعقاب قيام دولة إسرائيل».
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين: "إنه يجب إعادة أموال اليهود المتروكة في الدول العربية وإيران. وأضاف "هذا الصوت وهذه القصّة يجب ذكرها في النظام التعليمي، ويجب ذكرها في وسائل الإعلام، تماماً كما يجب ذكرها في القاعات الثقافية والمؤسسات الرسمية في إسرائيل. هناك حاجة لذكرها على الحلبة الدولية، وهناك حاجة لإصلاح هذا الظلم التاريخي، عبر إعادة الأموال".
وأضاف رفلين "اليوم أيضاً، لا تزال كلّ من طهران وحلب وصنعاء وطرابلس وأماكن أخرى يمنع فيها دخول اليهود الإسرائيليين، كما أن الإرث الثقافي والممتلكات ممّا بقي هناك سرق".
بدوره، قال رئيس المنظمات اليهودية من أصول عربية، خلال يوم بحثي في مركز «دهان» التابع لجامعة بار إيلان، إنّنا "حتى اليوم نتحدث عن اللاجئين العرب وليس عن اللاجئين اليهود. اليوم نحن نحيي ذكرى طرد اليهود من الدول العربية".