اليوم يتم الزميل الصحافي محمد القيق 83 يوما من عمر اضرابه عن الطعام، إلا أن هذا العمر كما السنين بات طويلا جدا، وبات محمد مهدد فعلا بالموت في أية لحظة، واللافت أن محمد في واحد من اللقاءات التي أجريت معه داخل غرفته وهو متعب جدا، ولسانه يكاد لا ينطق الحروف، أكد أن دعمه يأتي من وقوف الناس معه..
صحيح يا محمد الناس تقف معك، وهم كثر، ولكن ليسوا بالمستوى المطلوب، فالفصائل التي ستحشد بعد وقت قصير لانتخابات الطلبة في الجامعات ستسير مظاهرات كبيرة وستدفع لأجلها، وستعمل الكثير، لكن من أجلك أنت فلا، لن يحركوا أكثر من أصابع فرد من أفراد لتعديل بيان سابق لأسير سبقك في الاضراب عن الطعام كالشيخ خضر عدنان أو سامر العيساوي، وكفى المؤمنين شر القتال..
يا صديقي وزميلي، لا يقف معك من وقفت معهم بكل ما كتبت وما فعلت، اتهمك الاحتلال بالتحريض، وما التحريض بنظر الاحتلال سوى الدفاع عن المقاومة والمقاومين، ما التحريض بنظر الإسرائيلي إلا الدفاع عن كرامة شعبك..
هذا التحريض، يعني أنك مع المقاومة، يعني أنك مع الصاروخ الذي يصل إلى تل أبيب، يعني أنك مع العمليات خلف خطوط العدو، يعني أنك ضد الانقسام والمنقسمين، ويعني أنك لن تقبل بالمساومة على حقوق اللاجئين، بالتالي لن تقبل بفلسطين 22%.
أنت مضرب عن الطعام، وتؤكد أنك لن تتراجع حتى تنال حريتك، هذا وأنت متزوج ولديك أولاد، ونحن لن نتراجع عن مساندتك، لكن عليك أن تعرف، كل ما نفعله سواء في الداخل أو الشتات، لا يتجاوز الدعم المعنوي الذي في الحقيقة لا يحررك ولا يجبر الاحتلال على شيء، كذلك لا يجعل الرأي العام في أوروبا وأميركا يتحرك، لأجل انسان في الـ 2016، مضرب عن الطعام في مواجهة محتل لأرضه ودون محاكمة.
وهنا مربط الفرس، المجتمع الدولي من سيحركه أو يحرضه لمعرفة مصيرك، أليست السلطة الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أليست السلطة هي المعنية برفع قضيتك للمحاكم الدولية، ولسادة العالم، الداعمين لإسرائيل لكل الأسباب المعروفة، ولتفريط ساستنا بحقوقنا الطبيعية المنسجمة تماما مع شرعة حقوق الإنسان، أليست السلطة هي القادرة على تنيه جون كيري وسواه من قادة العالم المتقدم، على وجود رجل يحتضر بسبب الاحتلال الذي تقر الأمم المتحدة أنه محتل. أم أن يا صاحبي وزميلي، القيادة الفلسطينية لا تعنيها حياة فلسطيني واثنين وثلاثة أو حتى ألف، جميعنا في ميزان الربح والخسارة لديها، وليتها تستغل هذه الأعداد من الشهداء في السياسة لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، فلا نسمع منها إلا المكاسب التي حققت لانجاز الدولة، أي دولة تلك التي لا يستطيع المواطن فيها التعبير عن رأيه في وجه الاحتلال، لا ويواجه ليس من الجيش فقط، ولكن من أمن السلطة الفلسطينية، وحين ينفذ أحد أفراد الأمن عملية بطولية بوجه الاحتلال، يعامل كمواطن عادي، ولا يحتسب لديهم كرجل أمن ولا يحيا بجنازة عسكرية حتى..
لا أعرف يا محمد ماذا أقول لك، أنت صحافي وصوتك مرتفع، وأتمنى أن يبقى صوتك مرتفعا وأنت حر بين شعبك وأسرتك الصغيرة، لا صوتك حر ومرتفع وأنت شهيد، ومعذرة، مع هذه قيادة فلسطينية، صدقني قد تنال الشهادة، ولن يذكرك سوى الشعب الفلسطيني العظيم الذي يستحق قيادة وفصائل فلسطينية أفضل من هذه القائمة..
كل الاحترام والتحية لك