تداولت المواقع الإعلامية الفلسطينية بياناً للمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط، روبرت سيري، كشف فيه وجود تفاهم إضافي جرى الاتفاق عليه خلال عقد الاجتماع الثلاثي مع السلطة الفلسطينية والاحتلال في شهر أيلول الماضي. وأعلن البيان، الجمعة الماضية، أنه بناء على هذا التفاهم سيكون باستطاعة ما يقارب 25000 من أصحاب المنازل في غزة الوصول إلى مواد البناء من أجل ترميم بيوتهم المتضررة.
ومن المقرر أن تنشر حكومة التوافق الوطني إعلاناً عاماً بشأن كيفية الوصول إلى مواد البناء اللازمة، على أن يعاد الإعمار في المواقع نفسها التي كانت فيها بيوت الغزيين قبل قصفها، لكن جرى التشديد مجدداً على «اتخاذ تدابير خاصة لتجنب إساءة استخدام المعلومات الشخصية لأولئك الراغبين في الوصول إلى هذه الآلية، كما ستنفذ الأمم المتحدة زيارات تفقدية لمتابعة هذا الالتزام».
ويرى مراقبون أن هذا الإعلان يأتي لتنفيس الغضب المتواصل جراء بقاء حال النازحين على ما هي عليه منذ نحو ثلاثة أشهر منذ انتهاء الحرب الأخيرة، فيما رشحت أنباء عن لقاء أعدّ أمس بين القوى الوطنية والإسلامية في غزة ومسؤول ملف الإعمار في الأمم المتحدة مع حديث أولي عن تعديلات في خطة سيري؛ ومنها تسهيل حصول المواطنين على مواد البناء، إضافة إلى قرب الإعلان عن قائمة كبيرة من المستفيدين.
في غضون ذلك، أعلن وزير الشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ، أن المرحلة الثانية من خطة الإعمار ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل. وقال في تصريح على صفحته عبر «الفايسبوك»، إن «الحكومة ستدخل المعدات الثقيلة إلى غزة (جرافات، وباصات، وغيرها)»، مطالباً تجار القطاع الخاص المعنيين بذلك بتقديم طلباتهم إلى الجهات الرسمية.
وكرر الشيخ إعلان سيري بالقول إن المرحلة الكبرى من عملية الإعمار ستبدأ قريباً وسيستفيد منها نحو 24000 أسرة متضررة، مشيراً إلى أن الكميات التي سيسمح بدخولها إلى غزة ستكون أكبر من قبل.
وكانت وزارة الأشغال العامة والإسكان قد أعلنت انتهاء مرحلة حصر الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وقال الوزير، مفيد الحساينة، في مؤتمر عقد في غزة الخميس الماضي، إن الوزارة انتهت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من حصر الأضرار». وأوضح الحساينة أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة هي 28366، «منها الهدم الكلي 3329، و1592 وحدة سكنية هدم جزئي لكنها غير صالحة للسكن، و23445 وحدة سكنية هدم جزئي صالحة للسكن». وذكر أن «88 ألف أسرة فلسطينية متضررة وسجلتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وتم حصر 77 ألف أسرة منها حتى الآن، أي ما يعادل 93%».
في شأن متصل، قال الحساينة إن «إسرائيل سمحت بإدخال مستلزمات المشاريع التي تموّلها دولة قطر لإعادة إعمار غزة عبر معبر كرم أبوسالم، وذلك يعطينا بذور أمل لبدء الإعمار».

(الأخبار، الأناضول)