منذ انطلاقته، كان واضحاً أنّ قطار معارك المجموعات المسلحة ضد بعضها بعضا لن يتوقف. العثور على مجموعة كبيرة لم تنخرط في معارك ضد مجموعات أخرى يكاد أن يكون «مهمة مستحيلة». «الحرب الأهلية الجهادية» التي اندلعت بين «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» لم تكن الأولى في هذا السياق، ولن تكون الأخيرة.
وبرغم أن البعض توقّع حصول مصالحة بين التنظيمين المتطرفين، عبر بوابة «التكاتف ضدّ الصليبيين» وضد النظام، غير أنّ ما كشفه أخيراً «أمير جيش المهاجرين والأنصار» صلاح الدين الشيشاني حول فشل وساطته بينهما، قوّض تلك التوقّعات، وفيما دخلت «الحرب» المذكورة حالة ستاتيكو، لم يدّخر كلّ من فريقيها جهداً في فتح معارك جديدة، ضدّ خصوم آخرين. «النصرة» أعلنتها «حرب تصفية» ضدّ «جبهة ثوّار سوريا» في ريف إدلب، فيما يواصل «داعش» معاركه ضدّ «الجبهة الإسلاميّة» من جهة، وضدّ «لواء ثوّار الرقة» من جهة أخرى.
الأخير، وفي أحدث فصول حربه مع «داعش» تبنّى أمس عمليةً طاولت مقرّا للتنظيم في الرّقة. وقال «اللواء» في بيان له إن «سرية التفخيخ» استهدفت بواسطة سيارة مفخخة مقرّاً لـ «داعش» وسط مدينة الرقة ردّاً على «المحاولة الفاشلة لاغتيال قائد اللواء المجاهد أبو عيسى، وعلى إعدام ستة من عناصر اللواء على يد تنظيم الدولة» (يوم الخميس). ووفقاً للبيان فقد استهدفت العملية «مقر جامعة الاتحاد سابقاً الذي يقطنه حاليًّا العشرات من عناصر داعش المهاجرين مع عائلاتهم، وأدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم، واحتراق سياراتهم ومقتل اثنين من عناصر حماية مصرف التسليف الشعبي المقابل لمكان التفجير». تنظيم «الدولة» كان قد أعدم يوم الخميس ستة أشخاص بتهمة «انتمائهم إلى لواء ثوار الرقة»، في حي الرميلة شمال مدينة الرقة. وأتبع ذلك بإعدام أربعة من عناصره (عناصر داعش) بتهمة «التخابر لمصلحة الجيش الحر»، ونُفذت العملية قرب جامعة الاتحاد.

«داعش» V.S «الجبهة الإسلامية»

إلى ذلك، تواصلت فصول المعارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية»، و«الجبهة الإسلامية» على جبهاتٍ عدّة. التنظيم استهدف أمس بقذائف الهاون، والمدفعيّة مناطق خاضعة لسيطرة «الجبهة» في مدينة مارع، وبلدة صوران اعزاز في ريف حلب الشمالي، كما دارت معارك بين الطرفين في محيط قرية تل مالد (على مقربة من مدينة مارع).
صلب «داعش»
شخصين بعدما اتهمهما بالانتساب إلى حركة أمل اللبنانية


وفي السياق ذاته، كان التنظيم قد حقّق يوم الخميس اختراقاً خطيراً في ريف دمشق، عبر مجموعة «مبايعة» له. مقارّ تابعةٌ لـ «جيش الإسلام»، و«حركة أحرار الشام الإسلامية» في بلدة بير القصب كانت هدفاً لهحومٍ شنّته المجموعة المعروفة بـ «جماعة المكحّل» نسبة لمتزعمها، ما أدى وفقاً لـ «المكتب الإعلاميّ لجيش الإسلام»، إلى مقتل اثنين من عناصره، هما أبو حمزة الشامي، وأبو سمير قريتين، كما تولت المجموعة «اختطاف عناصر من حركة أحرار الشام، وسلبهم أسلحتهم» وفقاً للمصدر نفسه.

«النصرة» V.S «ثوار سوريا»

في الأثناء لم يبدُ أن معارك «جبهة النصرة» و»جبهة ثوار سوريا» في ريف إدلب قد وصلت إلى نهايتها. وبرغم الهزائم المتتالية التي مُنيت بها، وأدت إلى شبه انحسار لنفوذها في جبل الزاوية، واصلت «ثوار سوريا» التوعّد بالانتقام من غريمتها. مصدر من داخل «الجبهة» أكّد لـ «الأخبار» أن «الانتقام سيكون قريباً، ومدوّيا. يجري العمل على خطة محكمة ستجعل جبهة الجولاني تدفع أثماناً لا تخطرُ على بال».

«داعش» و«حركة أمل»!

على صعيد آخر، بثت صفحات «جهادية» تابعة لتنظيم «داعش» شريطاً مصوّراً يُظهر إعدام أشخاص يرتدون زيّاً عسكرياً. وقالت المصادر إنهم «جنود وضباط نصيريون، اُعدموا في الرقة»، ردّاً على غارات شنّتها الطائرات السورية.
إلى ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» عن «مصادر محلية» قولها إن زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي أصدر أمراً بتغيير التوقيت في مناطق سيطرة التنظيم. وقالت المصادر إنه «تم إبلاغ الناس في المساجد أثناء صلاة الجمعة، وجوب إعادة ضبط التوقيت ليصبح +1 عن توقيت دمشق، على أن يبدأ التنفيذ منتصف الليل».
بدوره، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «مصادر موثوق بها» أن التنظيم أعدم مواطنين اثنين من الجنسية السورية، في مدينة هجين بالريف الشرقي لدير الزور. ووفقاً للمصادر، فقد قام مسلحو التنظيم بـ «فصل رأسيهما عن جسديهما، ومن ثم صلبهما، بتهمة التشيّع، والانتساب إلى حركة أمل اللبنانية»!
الجيش نحو خان شيخون؟
من جهة اخرى، قالت مصادر ميدانيّةٌ مُعارضة إنّ الجيش أرسل تعزيزات جديدة إلى مدينة محردة (ريف حماة الغربي)، تمهيداً لإرسالها إلى مورك، بغية اقتحام معسكر الخزانات في مدينة خان شيخون الاستراتيجية. وأظهرت المصادر المعارضة مخاوف من عملية عسكرية يُعدر لها الجيش في خان شيخون، بغية فك الحصار عن معسكري الحامدية ووادي الضيف في ريف معرة النعمان المتاخمة. ما دفع مسلّحي خان شيخون إلى إطلاق «نداء للكتائب المقاتلة في الشمال السوري للدفاع عن المدينة، والتصدّي لمحاولات اقتحامَ المدينة»




150 عائلة تغادر الغوطة



نحو 150 عائلة غادرت أمس الغوطة الشرقية (ريف دمشق الشرقي). مصادر من السكان أكدت أن الجيش السوري سمح بخروج العائلات، ومعظم أفرادها من الأطفال والنساء، من بلدة زبدين (لا تزال تحت سيطرة المعارضة) باتجاه بلدة المليحة (تحت سيطرة الجيش السوري)، الأمر الذي بدا تنفيذاً لاتفاق لم يُعلَن عنه. مصادر معارضة اتهمت الجيش بعرقلة العملية بعد بدئها، وأكدت أن «قناصي الجيش استهدفوا امرأتين وطفلاً ما أدى إلى مقتل إحدى المرأتين وإصابة الأخرى والطفل بجروح خطرة». ووفقاً للمصادر، فقد أدى ذلك إلى قيام المجموعات المسلحة بمنع باقي العائلات من المغادرة «حفاظاً عليها». بدوره، أكّد مصدر ميداني سوري «كذب هذه الادعاءات». المصدر أكد لـ «الأخبار» أن السلطات «سمحت بخروج العائلات، وسهّلت ذلك، لكن المسلحين منعوا بقية العائلات من المغادرة». المصدر امتنع عن إيضاح ما إذا كان خروج المدنيين مبنياً على اتفاق مع المسلحين.