مئات المنازل في مدينة ادلب استباحها المقاتلون المهاجرون الهاربون من المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري في ريف حلب الشمالي، واستطونوا فيها مع عائلاتهم بعد اقتحامها بقوة السلاح تحت غطاء «فتوى شرعية» من مجلس شورى «جيش الفتح».
ووجدت عشرات العائلات نفسها عاجزة عن حماية ما تبقى لها من أملاك ومنازل داخل المدينة التي احتلها «الثوار» القوقازيون والأوزبك والشيشان خلال دخول عشرات المقاتلين وعائلاتهم المدينة قبل أيام.
وقال أحد سكان ادلب لـ«الأخبار» إنّ «مقاتلين من القوقاز اقتحموا البناء الذي يقطن فيه وخلعوا أبواب المنازل التي هجرها أصحابها ومن ثم أدخلوا عائلاتهم إليها بعد تغيير الأقفال»، مشيراً إلى ان المنازل التي استوطن فيها المسلحون الأجانب يعود بعضها لعائلات هاجرت إلى أوروبا.
مواطن آخر تحدّث عن تعرض صاحب أحد المنازل لاطلاق نار عندما طالب المسلحين بالخروج من منزله، وجرى اسعافه إلى مشفى باب الهوى وهو في حالة حرجة. وتعددت الحالات التي اقتحم فيها المسلحون «المهاجرون» المنازل، والتي جرت سرقة أثاث ومحتويات بعضها ونقلها إلى منازل لم تتعرض للدمار. كذلك استولى قادة على بعض الأبنية بوضع محارس أمامها، ومنعوا دخول أصحابها إليها بحجة أنها مكان لاقامة النساء.
وأشار أصحاب المنازل المغتصبة إلى أن أحد قادة «مجلس شورى جيش الفتح»، ويدعى بلال جبيرو، أصدر فتوى أتاح فيها شرعية أن يسكن الهاربون من ريف حلب الشمالي المنازل التي لا يستخدمها اصحابها، بينما ما حصل هو اقتحام المنازل التي يعمل اصحابها في الريف ويعودون إليها.
وفي السياق، نقل ناشطون أن عضو مجلس الشورى سحب فتواه إلا أنّ المقاتلين الأجانب لم يستجيبوا، وواصلوا احتلال المنازل ونقل عائلاتهم إليها.
وتحدثت مواقع اعلامية معارضة عن حالة من الغليان والتوتر تسود المدينة بعد الاستيلاء على أكثر من 300 منزل، مشيرة إلى أنّ بعض المنازل التي جرى الاستيلاء عليها تعود ملكيتها لمقاتلين على الجبهات الذين هددوا بترك السلاح ما لم تُفرَغ.

وأضافت بأنّ معظم الذين اقتحموا المنازل واستطونوا فيها هم من «الأوزبك» و«القوقاز» وآسيا الشرقية، وخاصة أنّ بعض شرعيي «جيش الفتح» حاولوا الالتفاف على ما يحصل وطالبوا الناس المتضررين بتقديم شكاوى، الأمر الذي دفع بالمقاتلين المهاجرين لتكثيف حضورهم المسلح حول المناطق التي احتلوها مع عائلاتهم.
ومن جهته، كتب المحامي المعارض رضوان عياشي على صفحته على موقع «فيسبوك» ما سمّاها رسالة له إلى «جيش الفتح» ومشايخه «وجماعة الإخوان المسلمين الذين يختبئون خلفه»، وجاء فيها أنّ «مقاتلين اقتحموا منزله والمنازل المجاورة له، في الوقت الذي كان فيه بتركيا بقصد العلاج ومن ثم العودة إلى المدينة»، مشيرا إلى أن «ستة ابنية أُفرغت أربعة منها بشكل كامل، وعندما حاول أصحابها التقدم بشكوى إلى اللجنة الأمنية، جاءهم الرد بأنه لا يمكن التدخل لوجود فتوى».
وشهدت مدينة ادلب خلال الفترة الماضية لجوء المئات من المسلحين مع عائلاتهم إليها، بعد خروجهم ضمن تسويات من حي الوعر في حمص ومناطق في ريف دمشق.