سيناء | في ظلّ معاناة إنسانية صعبة يلاقيها العالقون في مدينة العريش المصرية، شمالي سيناء، رفعت السيدة أم ياسين يديها إلى السماء، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل"، ومن ثمّ انفرط عقد دموعها، وهي تشكو جرّاء إغلاق معبر رفح البري في وجه العالقين الفلسطينيين منذ أكثر من عشرين يوماً. وتواصل السيدة الفلسطينية: "وصلت العريش مساء يوم 23 تشرين الأول الماضي، ونزلت في أحد الفنادق لأبيت ليلتي، وأتوجّه صباحاً إلى معبر رفح البري، لدخول غزة، لكن وقعت تفجيرات في منطقة الشيخ زويد، وقامت السلطات المصرية بإغلاق المعبر حتى اليوم".
وكانت السلطات المصرية قد أغلقت معبر رفح البري، من الجانبين، في 23 تشرين الأول الماضي، إثر وقوع تفجيرات عند حاجز كرم القواديس العسكري في مدينة الشيخ زويد.
ويصل عدد العالقين الفلسطينيين، في مدينة العريش، إلى قرابة 700 شخص، يقيمون في فنادق وشقق سكنية صغيرة. ويعاني غالبيتهم ظروفاً إنسانية صعبة، بعد نفاد النقود، ويمضون أيّامهم بانتظار فتح المعبر.
المواطن أبو أحمد حرز الله، وهو عجوز فلسطيني من أبناء محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، قال: إنّ "أشد المسافرين معاناة هم من لا يملكون أموالاً أثناء عبورهم، وكانوا يظنون أنهم سيعبرون مباشرة إلى غزة، إلا أنهم فوجئوا بإغلاق المعبر، وليس معهم ما يكفي من نفقات، فاضطروا إلى المبيت في المساجد". لكنه يضيف: "حتى المساجد أخرجونا منها، بعد قرار حظر التجوال في مدينة العريش".
أما حسين دغمش، وهو مسافر فلسطيني قادم من القاهرة بعد إجراء عملية زرع كلى، فيقول "لا أحد يريد أن يدرك حجم معاناتنا وما وصلت إليه أوضاعنا، حيث إننا عزلنا عن العالم. نقيم حالياً في شقة بائسة في مدينة رفح، وفي مكان ناءٍ لا وجود فيه لأي مرافق للحياة، ويبعد عنّا أقرب مكان تتوافر فيه مقوّمات الحياة ثلاثة كيلومترات".
وفي حديث إلى "الأخبار"، أكّد مصدر أمنيّ في معبر رفح البري، أنّ "قرار فتح المعبر سياديّ، وحتى اليوم لم تصلنا أيّة قرارات حول فتحه". وأضاف "أعتقد أنه لن يفتح خلال هذه الفترة".