كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الدول المشاركة في التحالف مع الولايات المتحدة «قد يُطلب منها توسيع مهمّاتها في العراق»، في وقت شدد فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن الشعب والجيش العراقيين قادران على الدفاع على نحو جيد عن العراق في مواجهة الإرهابيين ولا يحتاجان إلى حضورد عسكري للدول الأخرى على الأراضي العراقية.في هذا الوقت، ذكرت مصادر أمنية مطلعة لـ «الأخبار» أن «المعلومات الواردة من بغداد تفيد بوجود تقارير لدى أجهزة الأمن العراقية تؤكد أن تنظيم (داعش) يخطط لموجة من الاغتيالات تستهدف المسؤولين والقادة في وزارتي الدفاع والداخلية».
ولفتت المصادر أيضاً إلى أن العشائر العراقية وبعد موجة الاعدامات التي تعرض لها أبناء عشيرة البونمر تبدي خوفا وقلقاً من المصير نفسه إذا ما تعاملت مع حكومة بغداد، كما نقلت المصادر أن «المعلومات العسكرية المستقاة من ضباط في الميدان تؤكد أن كمية المساعدات العسكرية التي نزلت في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» من الطائرات الأميركية كبيرة إلى درجة يبدو واضحاً من خلالها أنها متعمدة، فضلا عن أن الكثير من هذه المناطق يقع في بقاع معزولة إلى حد تنتفي فيه إمكانية الخطأ».
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، إن «هناك محادثات بيننا وبين أستراليا، والشركاء الآخرين في التحالف الذين وافقوا على إرسال قوات للتدريب، بشأن دعم العمل معنا والمساهمة في الجهود المبذولة»، وأضاف أن «النقطة الرئيسية التي أركز عليها مع توني أبوت وأعضاء التحالف الآخرين هي أن مهمتنا هي مساعدة العراقيين كي يساعدوا أنفسهم».
وتزامن هذا مع إعلان رئيس الوزراء الأسترالي أبوت أن 200 عسكري من القوات الخاصة الأسترالية سيساعدون القوات العراقية في قتال مسلحي تنظيم «داعش».
في غضون ذلك، أكد روحاني أن الإرهاب ومؤامرة خفض أسعار النفط هما المشكلتان اللتان تعانيهما شعوب المنطقة، آملاً تجاوزهما عبر التعاون والتكاتف بين دول المنطقة.
وشدد روحاني لدى استقباله النائب الأول للرئيس العراقي، نوري المالكي على أن الشعب والجيش العراقيين قادران على الدفاع على نحو جيد عن العراق في مواجهة الإرهابيين، ولا يحتاجان إلى حضور عسكري للدول الأخرى على الأراضي العراقية، وأضاف أن «إيران تولي أهمية بالغة لحفظ وحدة العراق وسيادته، لأن العراق الموحد هو ما يساعد على بسط الاستقرار في المنطقة».
وأعرب روحاني عن أمله في أن «يشاهد الجميع قريباً تطهير المناطق والحدود العراقية من جراثيم الفساد العميلة للقوى العظمى».
بدوره، أشار المالكي إلى التركة الطائفية القائمة في العراق وقال «لقد استفدنا من التجربة الإيرانية بالإفادة من القوات الشعبية المتطوعة واستطعنا وقف تقدم الإرهابيين، واليوم نعمل على طردهم من العراق، لكن استمرار عدم الاستقرار في المنطقة يؤثر على دولها».
من جهة أخرى، وصل الرئيس العراقي، فؤاد معصوم إلى السعودية في زيارة تنتهي اليوم. وأجرى معصوم فور وصوله جولة محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز تناولة تطورات الأحداث على الساحة الإقليمية، والمستجدات الدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين.
وقبل ساعات من السفر إلى السعودية، التقى معصوم المرجع السيد علي السيستاني في مدينة النجف.
وعقب اللقاء، عدّ معصوم دور السيستاني «أساسياً في وحدة العراق وشعبه»، وأكد أن توجيهاته «حلت» الكثير من المشاكل في البلاد.
من جهة أخرى، تعهّد رئيس الحكومة، حيدر العبادي نقل ملف أمن بغداد إلى وزارة الداخلية لتتولاه الشرطة الاتحادية بدلاً من قوات الجيش المنتشرة في أرجاء العاصمة.
وأضاف بيان صادر عن مكتبه، أن العبادي تعهد خلال زيارته، مساء الإثنين، لمقر قيادة عمليات بغداد واجتماعه مع ضباط القيادة، بـ «رفع الحواجز الاسمنتية التي تنتشر بكثافة وتقطع أوصال بغداد وتمثّل عبئاً إضافياً على حركة السكان، وكذلك فتح جزء من المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط العاصمة».
ودعا العبادي، بحسب البيان، قيادة عمليات بغداد إلى «التصدي بقوة للأعمال الإرهابية والجريمة المنظمة، واتخاذ أشد العقوبات والإجراءات القانونية ضد عصابات الخطف والجريمة التي تعرّض الأمن المجتمعي لمدينة بغداد للخطر»، مضيفاً «نحن بحاجة الى عمل دؤوب لمواجهة هذا التحدي الخطير الذي يهدد المجتمع».بدوره أوضح المتحدث باسم الحكومة، رافد الجبوري أنه يجب أن تكون هناك خطط مدروسة بعناية لتسليم ملف الأمن لوزارة الداخلية، وصرح بأن الحكومة تنوي تسليم وزارة الداخلية مسؤولية الأمن في كل المحافظات لا بغداد وحدها.
أمنياًَ، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، استعادة السيطرة على مركز قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
وأشارت الوزارة، إلى أن «قيادة عمليات صلاح الدين (التابعة للجيش العراقي) تمكنت من تحرير مركز قضاء بيجي شمالي تكريت، من سيطرة تنظيم داعش وتمكنت أيضاً من تحرير مديرية شرطة القضاء وجامع الفتاح فيه».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)