بينما تتدارس إسرائيل خطوات تصعيدية جديدة في كل من القدس والضفة والداخل المحتل، كان صراخ رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يعلو على حركة «حماس» في مهرجان إحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات، فيما دفعت الأخيرة عن نفسها اتهامات عباس بالتشديد على خيار المصالحة.
وتدرس تل أبيب حاليا الدفع بألف جندي إضافي إلى مدن الضفة للسعي إلى «حضور أكبر» بجانب السلطة التي «تعمل في الشارع من أجل تهدئة الأجواء، لكن تصريحات عديدة، ومن ضمنها (كلام) رئيس السلطة (عباس)، تؤدي إلى الأعمال القاسية»، وفق توضيح وزير جيش العدو، موشيه يعلون، يوم أمس.
رأت «حماس» أن الرد على خطاب عباس هو إشعال مدن الضفة وفلسطين

كذلك، أعلنت سلطات الاحتلال نيتها تطويق الحرم القدسي ببوابات إلكترونية لإجراء «تفتيش بالغ الدقة» على الفلسطينيين تضمن «منع إدخال آلات معدنية حادة ومفرقعات إلى الحرم»، مطلقة على هذا الإجراء مسمى «نموذج الفاتيكان» الذي سيخضع لحراسة مشددة على يد «أفضل الحراس».
وفيما تتصاعد الخطوات الإسرائيلية، شُغلت حركتا «فتح» و«حماس» ببعضهما بعضا، إذ استغل عباس مهرجان المقاطعة (رام الله)، يوم أمس، لإحياء ذكرى عرفات في توجيه جملة من الاتهامات ضد «حماس»، قائلا إنها تسعى إلى «تعطيل المصالحة بعد تفجير منازل قيادات حركة فتح في غزة قبل أيام». وأضاف: «لا أدري ما هي المبررات التي دفعتهم إلى منع إقامة مهرجان عرفات في غزة، وتجعلهم قبل ليلتين يفجرون 15 منزلا لرجال فتح».
وتابع عباس: «حماس قالت سنحقق... الذي ارتكب الجريمة هو قيادة حركة حماس، وهي المسؤولة ولا أريد تحقيقا منهم»، متسائلا: «مع من ستحققون ثم تقولون إن مجموعة خارجة على القانون منفلتة عن حماس لا نستطيع محاسبتها، ثم تعلنون صراحة منع المهرجان؟ قولوها بدون انفجار».
«أبو مازن» انتقل بعد ذلك إلى التذكير بحادثة أسر ثلاثة مستوطنين في الخليل قبل أشهر، قائلا: «هذا العمل يقصد به تخريب المصالحة، ومن أجل تخريب المشروع الوطني، وليس صدفة... حماس وإسرائيل تتهماننا بذات العبارات كأنهما تغشان عن بعضهما بعضا». وبعد اتهام «حماس» بأن تصرفاتها لا توحي «بأنهم يريدون مصالحة ووحدة وطنية»، استدرك بأننا «حريصون على المصالحة الوطنية وسنستمر فيها من أجل شعبنا الفلسطيني ومن أجل رفع الحصار عن غزة».
في المقابل، سارع المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إلى القول، إن «الرد الفعلي والحقيقي على خطاب عباس هو بتصعيد المقاومة والمواجهة مع الاحتلال في كل مدن وقرى فلسطين». وأضاف عبر «الفايسبوك»: «للأسف كنا نتوقع من الرئيس عباس بدلا من أن يوتر الأجواء ويسممها في ذكرى رحيل الرمز أبو عمار، أن تكون كلمته في هذه الذكرى وطنية تدشن لمرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال»، واصفا الخطاب بأنه «فئوي حزبي توتيري مقيت وغير مسؤول». كما رأى برهوم أن الخطاب «فيه تهرب واضح من مسؤولياته (عباس) اتجاه غزة ومعاناتها، وتعطيله للإعمار يفتح جبهة مواجهة وافتعال أزمة مع حماس لا تخدم سوى الاحتلال».
وكان اللافت في جملة الاتهامات التي رفعها عباس ضد «حماس» تلويحه بـ«تعطل عملية الإعمار»، بعدما قال إن «حماس» اتفقت سراً مع مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، روبرت سيري، بشأن إدخال مواد الإعمار، معقبا: «لماذا هذا التخريب، فالخاسر الوحيد هو الشعب وأنتم جالسون في مخابئكم لا همّ لكم إلا أن تقولوا أإننا هنا باقون؟».
أيضا، رد المتحدث باسم كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على «حماس»، النائب مشير المصري، بالقول إن الخطاب «حزبي وفئوي ولا يليق بمستوى رئيس، وهو مليء بالأكاذيب التي ساقها عباس للتغطية على فشله السياسي»، قائلا إن ابتزاز «أبو مازن»، لغزة بالإعمار، وربط الإعمار بالتفجيرات الأخيرة «سابقة خطيرة يتحمل مسؤوليتها».
تأتي هذه الحرب الكلامية بالتزامن مع وقوع ثلاثة انفجارات جديدة أمام ثلاثة منازل في مخيم الشاطئ غرب غزة، يوم أمس، من دون وقوع إصابات. ووفقاً لمصادر محلية فإن ثلاث عبوات ناسفة أدت إلى أضرار جزئية في المنازل المستهدفة من دون وقوع إصابات، فيما لم تعلن الشرطة في غزة أي نتيجة لتحقيقها في الحادث.
(الأخبار، الأناضول)