تجددت يوم أمس المواجهات في قرى وأحياء مدينة القدس المحتلة بعد تشييع الشهيد إبراهيم العكاري، بالتزامن مع مواصلة «حملة العقاب الجماعي» ضد المقدسيين التي تنفذها الدوائر الإسرائيلية المختلفة. وشهد مخيم شعفاط، حيث يعيش العكاري، أعنف المواجهات منذ ساعات الصباح لتمتد إلى حي رأس العمود وقرية العيسوية وجبل المكبر ثم بلدة الطور وحي الصوانة وواد الجوز.

في المقابل، أمطرت قوات الاحتلال مناطق المواجهات بالقنابل الغازية السامة التي تسببت بحالات اختناق في صفوف المتظاهرين، كما استخدمت الأعيرة المطاطية (السوداء والزرقاء) والقنابل الصوتية والمياه العادمة. وأدخل الاحتلال، خلال مواجهات أمس، المدارس في دائرة الاستهداف.
واعتقل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين (نحو 30) في مناطق متفرقة من الضفة ومدينة القدس، كما اندلعت مسيرات أخرى في مدن الضفة.
أما في شعفاط، فأصيب 30 شابا بالأعيرة المطاطية في الأجزاء العلوية من الجسم، وأوضح بعض أهالي المخيم أن قوات الاحتلال استخدمت «قنابل غازية جديدة» تصيب الجسم بالتشنج لدى استنشاق الشبان الرائحة.
وفي العيسوية، نقل ناشطون أنه أصيب عشرات السكان بالاختناق، كما أصيب 10 شبان بالعيارات المطاطية، فيما أفادت طواقم الإسعاف في منطقة الطور أن ما يزيد على 15 شابا أصيبوا بالأعيرة المطاطية.
كذلك، شهدت قرية جبل المكبر مواجهات أخرى، في وقت اقتحمت فيه وحدة المستعربين والقوات الخاصة منزل الأسير المحرر جمال أبو جمل واعتقلته بعد الاعتداء عليه وعلى أفراد عائلته، علماً بأن الأسير قضى 19 عاماً من محكوميته البالغة 22 سنة وأفرج عنه ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى.
وتعمدت القوات الإسرائيلية رش المياه العادمة على مدارس قرية جبل المكبر، ما أدى إلى إصابات عديدة بين صفوف الطلبة والمعلمين، وأيضا سعى الاحتلال إلى إغلاق مدخل القرية الرئيسي بالمكعبات الاسمنتية عقاباً لأهلها.
في السياق، قررت الحكومة الإسرائيلية، في ختام جلسة تقويم أوضاع عقدت مساء أمس، هدم منازل منفذي العمليات الفلسطينيين، وشن حملة اعتقالات إدارية ضد الناشطين الفلسطينيين. وقالت القناة الإسرائيلية الثانية إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليمات بهدم منازل منفذي العمليات، مشيرة إلى أن القرار لا يشمل الإسرائيليين الذين نفذوا عملية قتل الفتى محمد أبو خضير.
وأضاف التقرير إن الحكومة قررت تكثيف الاعتقالات الإدارية في صفوف الفلسطينيين، وأوعزت للشرطة وجهاز الأمن العام بشن حملة تطاول أيضاً ناشطين من الداخل الفلسطيني. كما تستعد الشرطة الإسرائيلية لمواجهات محتملة اليوم (الجمعة)، إذ أكد تقرير القناة أن الشرطة قررت نشر آلاف الرجال وحرس الحدود، وتحديد سن المسموح لهم بالدخول إلى الأقصى، ونصب حواجز على مداخل الأحياء الفلسطينية، وليس أخيراً تكثيف الانتشار في مناطق التماس.

(معا، عرب 48)