باتت مسألة توسيع النفوذ الأمني والعسكري للتجمعات السكانية في غرب العراق، الذي تهيمن عليه العشائر، تسير بتسارع، في مشهد لا بد وأن يطرح خلال الفترة المقبلة جملة من الأسئلة، تدور حول ترجمة ذلك ضمن المشهد السياسي العراقي.
وخلال الساعات الأخيرة، شكلت العشائر العراقية تحالفاً باسم «تحالف الفضل العشائري» لمواجهة الإرهاب وإعلان محاربة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، في وقت أعلنت فيه عشائر في محافظة صلاح الدين استعدادها لمقاتلة التنظيم المتطرف. وقد جاء تشكيل التحالف بعد مؤتمر عقده شيوخ العشائر في مجلس محافظة الأنبار.
وأوضح شيخ عموم «عشائر البوفهد»، الشيخ رافع الفهداوي، أن «هذا التحالف يضم نحو 40 شيخ عشيرة، وهو يرحب بانضمام أي عشيرة تنسجم مع أهدافنا».
ويأتي هذا الإعلان بعد التقارير الواردة عن العمليات الإجرامية التي قام بها تنظيم «الدولة الإسلامية» في الأيام الأخيرة بحق عشيرة البونمر في الأنبار، والتي أدت إلى مقتل العشرات منها.
وفيما يلتقي، اليوم، وفد من مجلس محافظة الأنبار برئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، «لبحث اللمسات الأخيرة لعملية تحرير هيت وباقي المناطق في المحافظة ومناقشة ملف النازحين»، كشف مصدر في المجلس أن «رئيس مجلس محافظة الأنبار موجود حالياً في العاصمة الأردنية عمان للتباحث مع شيوخ عشائر من المحافظة حول سبل التعاون وتفعيل دور العشائر في القضاء على داعش ومشاركة أبنائها في الحرب ضد التنظيم».
وكان قائمقام قضاء حديثة في محافظة الأنبار، عبد الحكيم الجغيفي، قد أعلن أن القوات الحكومية بدأت بتجهيز العشائر الموالية لها في المحافظة بالسلاح والعتاد لبدء عملية «تحرير» مناطق المحافظة تباعاً من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف، في حديثه إلى وكالة «الأناضول»، أن قيادة عمليات الأنبار وقيادة عمليات الجزيرة والبادية (وهما تشكيلان تابعان للجيش العراقي في محافظة الأنبار)، بدأتا بتجهيز «أبناء عشائر العبيد والبونمر والجغايفة بالسلاح والعتاد والآليات والمعدات العسكرية والوقود لبدء عملية تحرير جميع مدن الأنبار».
وأشار إلى أن قوات من «الحشد الشعبي»، بالإضافة إلى قوات حكومية، وصلت إلى الأنبار خلال «الأيام القليلة الماضية... بإسناد من الطيران الحربي للتحالف الدولي والعراقي» بهدف شن هجوم كبير على مقاتلي التنظيم. وبحسب الجغيفي، فإن إعلان ما سمّاها «الساعة الصفر» لبدء معركة تحرير الأنبار بات قريباً جداً.
(الأخبار، رويترز)