القاهرة ـ غزة | بعد إعلان القاهرة أن إرجاء المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة والاحتلال سببه «العملية الإرهابية في سيناء»، قالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن لديها كشفاً بأسماء «منفذي العملية في سيناء».
وذكرت تلك المصادر مجموعة من الأسماء أبرزها: سعيد نايف القريناوي، مؤسس جماعة «الدولة الإسلامية في بيت المقدس» التي تمثل فرع «داعش» في غزة، والشهير بـ«أبو حفص الغزي»، مع عناصر من تنظيم «جيش الإسلام» في القطاع هم زعيم التنظيم ممتاز دغمش المتهم الأول في مذبحة رفح الأولى (رمضان 2012)، «ومحمد أبو شمالة الشهير بأبو خليل وهو قائد عسكري في كتائب القسام (حماس) قبل انضمامه إلى جيش الإسلام، وأيمن نوفل المطلوب في مذبحة رفح، ورائد العطار، وهو أيضاً من المطلوبين في المذبحة نفسها»، إلى جانب «صلاح البرغوثي وشقيقه باهي وإبراهيم الزياني، وإسماعيل الغزاوي»، والأخير من المتورطين في «عدة عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء».
تصرّ مصر على
الزجّ بأسماء من غزة سبق أن ذكرتها في اتهامات أخرى

وأضافت تلك المصادر أن «جيش الإسلام» شارك في العملية للثأر لثلاثة من عناصره قتل أحدهم واثنان اعتقلا من دون الكشف عن أسمائهم. وزادت على تلك الأسماء كلاً من «أبو منصور الغزي، وأبو ياسر المقدسي، ونايف صباح، وعمار صالح، وعطا الله القرم».
هذه الأسماء، عند مراجعتها مع وزارة الداخلية التابعة للحكومة السابقة في غزة، ظهر بداية أنها تحوي عدداً من الشهداء هم أبو شمالة والعطار وقضيا في الحرب الأخيرة، فضلاً على أن القريناوي وأبو منصور الغزي وأبو ياسر المقدسي والقرم «ألقاب ليس لها أصل في السجل المدني الفلسطيني».
أما صلاح البرغوثي، فهناك «عدة أشخاص بهذا الاسم جميعهم من رام الله، وعن إسماعيل الغزاوي يوجد «ثلاثة يحملون هذا الاسم من مدينة رام الله، ورابع من سكان غزة توفي قبل أربعة أعوام. وتضيف «الداخلية» لـ«الأخبار» أن نايف صباح من سكان بيت لحم ولم يدخل غزة من قبل، «فيما اسم عمار صالح تطابق مع عشرات المواطنين من سكان الضفة لم يدخلوا غزة أيضاً»، وأخيراً عطا الله القرم، من الخليل، «وهو طفل عمره 15 عاماً ولم يسافر من قبل».
وبينما أصرّت المصادر المصرية على قائمة أسمائها التي ذكرت في عمليات سابقة، فإنها رأت أن ذلك يؤكد «سوء نية حماس»، كذلك قالت إن تصريحات الحركة الخاصة باستعدادها للتعاون الكامل مع الأمن المصري لكشف أبعاد جريمة سيناء «غير صحيحة»، لأن «عدداً من المشتبه فيهم هم من كتائب القسام، وساعدوا في تنفيذ العملية باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في المراقبة والتصويب والتخطيط للهرب من موقع الجريمة»، وأضافت: «الأجهزة الأمنية ألقت القبض على سبعة مشبوهين يجري التحقيق معهم»، من دون ذكر أسمائهم.
أما «داخلية غزة» فشددت من جانبها على أن وسائل الإعلام المصرية تصرّ على الابتعاد عن معايير الدقة وتحرّي الصدق في ما تنشره، داعية إياها إلى «وقف التحريض على قطاع غزة والزج به في الشأن الداخلي المصري».
وتؤكد مصادر رسمية مصرية أخرى أن تأجيل المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال والمقاومة كان نتيجة هذه العملية، وأعلنت المصادر نفسها أن محافظة شمالي سيناء «منطقة عسكرية»، وكذلك الأمر في المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وقطاع غزة. رغم ذلك، أكدت تلك المصادر أن عملية إعمار غزة وتطبيق نتائج المؤتمر الخاص بها لن يتأثرا كثيراً، فيما يمكن استئناف مباحثات التهدئة في النصف الثاني من الشهر المقبل. وفي السياق، رأت أن «حماس» لم تسلم السلطة فعلياً لحكومة التوافق، وهذا سيؤخر تنفيذ الجدول الزمني لإعمار غزة البالغة مدته ثلاث سنوات حتى تتولى «الوفاق» زمام الأمور في غزة.