في إطار «الحرب المفتوحة» التي أعلنها «القاعدة» على جماعة «أنصار الله» تحت مسمّى مذهبي، ومع استمرار المواجهات بين الجهتين وسط البلاد، شنّ «القاعدة» هجوماً انتحارياً في منطقة المناسح، فجر أمس، بعدما سيطر عليها الحوثيون.وقُتل نحو عشرين من «أنصار الله» في تفجيرٍ انتحاري داخل منطقة المناسح في محافظة البيضاء (وسط). وقالت مصادر قبلية، إن «انتحارياً فجر سيارة مفخخة، في ساعة متأخرة من ليل الأحد ـ الاثنين، وبين الأشخاص الذين قضوا زعيم قبلي انشق وانضم إلى الحوثيين».

هذا التفجير هو الثاني بعد المجزرة الناجمة عن تفجير انتحاري في صنعاء، قبل أسبوعين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصاً من الحوثيين. وفيما تبنّى «القاعدة» تفجير صنعاء، لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، لكن منطقة المناسح في جبال قيفة التي شهدت التفجير، كانت حتى أول من أمس تمثل معقلاً لتنظيم «القاعدة»، إلى أن سيطر الحوثيون عليها قبل أن يتعهد التنظيم بالردّ على الجماعة. وقال زعيم «أنصار الشريعة» (القاعدة) في بيانٍ أمس، إننا «نعاهد الله أن نجعل من ثرى أرض قيفة مقابر جماعية لهم، وأن نطهر كل شبر وطئته أقدامهم ومن جاء معهم وأعوانهم الخونة».
في هذا الوقت، يراوح مسار تشكيل الحكومة «الوحدة الوطنية» مكانه، فلم يخرق الجمود السياسي على هذا الصعيد إلا دعوة مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، جمال بن عمر، الذي طالب بضرورة الإسراع في تأليف الحكومة لأنها ستمثل «خطوة مهمة للدفع بالعملية السياسية إلى الأمام».
وقال بن عمر على «فايسبوك» إنه التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء المكلف خالد بحاح، في إطار الجهود المبذولة لتسريع تنفيذ اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الموقّع بين المكونات السياسية قبل أكثر من شهر، وينصّ في أحد بنوده على تأليف حكومة جديدة خلال ثلاثين يوماً من عقده.
وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى لقائه ممثلي الأطراف السياسية في البلاد، ومن بينهم رئيس الهيئة العليا لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون) محمد اليدومي، والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان، والأمين العام للحزب الناصري عبدالله نعمان، وممثل زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي.
في شأن متصل بعمليات «القاعدة» ضد الجيش اليمني، هاجم مسلحون من التنظيم، أمس، مواقع للجيش في محافظة شبوة. وأكد مسؤول محلّي أن المسلحين هاجموا مواقع الجيش بالقذائف في منطقة مفرق الصعيد في المحافظة، مشيراً إلى أن اشتباكات اندلعت بين القوات والمسلحين عقب الهجوم.

(الأناضول، رويترز)