مجموعة مواقف أعلنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال زيارته لإيطاليا اليوم، تصدّرها الحديث عن بدء عملية إرسال قوات قتالية من الجيش العراقي إلى الشمال «لتحرير مدينة الموصل»، وذلك بالتزامن مع رفضه فكرة إرسال قوات برية إلى سوريا، لأنه «سيؤدي الى تصعيد خطير للأزمة».
وجاء حديث العبادي، الذي بدأ زيارة رسمية لإيطاليا اليوم (يتوجه بعدها إلى ألمانيا)، بعد ساعات من إعلان الجيش العراقي تحقيقه تقدّماً مهماً في محيط مدينة الرمادي، تمثّل في فتح طريق الرمادي ــ بغداد المار عبر الخالدية، في إشارة إلى طريق سريع يربط المدينة بقاعدة الحبانية العسكرية التي تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء العراقي، في بيان صدر عن مكتبه عقب لقائه نظيره الإيطالي ماتيو رينزي، إن «العراقيين يحققون انتصارات باهرة على داعش، ولا توجد قوات برية قتالية غير عراقية على الأرض، وبدأنا بإرسال قواتنا لتحرير الموصل بالتعاون مع أبنائها».
وأعلن أن بلاده ليست بحاجة إلى مزيد من القوات الأجنبية على أراضيها، مشيراً إلى أنّ «التحالف الدولي يساعدنا على تدريب قواتنا في سبيل مكافحة الإرهاب».
وفي نقطة مهمة تأتي عقب تسارع وتيرة الحديث في الأيام الأخيرة عن احتمال إرسال السعودية لقوات برية إلى الأراضي السورية، دعا العبادي إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وإلى «عدم إرسال قوات برية إليها، لأن ذلك سيؤدي الى تصعيد خطير للأزمة».
ودعا العبادي الشركة الإيطالية (تريفي) المكلّفة بإصلاح سد الموصل، الأكبر في العراق، إلى الإسراع في بدء ورشة الترميم. وقال، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الإيطالي، «ينبغي أن تصل هذه الشركة سريعاً إلى العراق، وأن نضمن سلامة تقنييها والعاملين فيها».
وفي إشارة إلى التطورات الميدانية المهمة التي سجلت في الساعات الأخيرة في الميدان العراقي، قال رئيس الوزراء: «في الرمادي، تم توجيه ضربة موجعة لداعش، ونأمل أن نتمكن من تكرار الأمر في مدينة الموصل أيضاً».
واستعادت القوات العراقية من قبضة تنظيم «داعش»، أمس، أراضي تقع شرق مدينة الرمادي، الأمر الذي أعاد، بشكل أساسي، ربط عاصمة محافظة الأنبار بقاعدة الحبانية العسكرية. وقال بيان بثّه التلفزيون الرسمي، إن قوات الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب استعادت عدة مناطق، من بينها بلدة حصيبة الشرقية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات شرق الرمادي.
وأضاف البيان: «قواتكم تتقدم الآن بكل ثبات وعزيمة لمطاردة العدو المهزوم، وتمكنت أيضاً من فتح طريق الرمادي ــ بغداد المار عبر الخالدية»، فيما أعلن محافظ الأنبار، صهيب الراوي، أنّ «كامل الرمادي أصبحت الآن محررة»، مضيفاً أن تسليم السلطة من الجيش للشرطة المحلية «يجري بسلاسة».
وقال الراوي للصحافيين في بغداد، إنّ «التحدي الأكبر أمامنا هو تطهير المناطق من الألغام، الذي يجري لحدّ الآن بجهد محلي بسيط»، بينما ذكرت مصادر أمنية أن المسلحين ما زالوا متحصنين في بعض المناطق الريفية الشمالية المتاخمة للطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب.
ويعزز التقدم الذي تحقق أمس جهود الحكومة لتضييق الخناق على مدينة الفلوجة الواقعة بين الرمادي وبغداد.
في غضون ذلك، قالت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراند، إنّ جهود المنظمة الدولية لتحقيق الاستقرار في الرمادي، استعداداً للعودة المتوقعة لمئات الآلاف من المدنيين النازحين، يُتوقع أن تتكلف 50 مليون دولار تقريباً. وأضافت أن هذا سيشمل 15 مليون دولار لإزالة مئات العبوات البدائية الصنع التي زرعها «داعش» على الطرق وفي المباني.
ووفق غراند، تعتزم الأمم المتحدة أيضاً المساهمة في إصلاح البنية التحتية لقطاعي الصحة والطاقة في الرمادي، والتي دمّر معظمها في القتال. وقالت المسؤولة إنه «يجب إعادة بناء آلاف المنازل، ويجب إعادة بناء آلاف المباني... التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الرمادي هائلة».
وكان الجيش العراقي قد أعلن انتصاره في كانون الأول/ديسمبر على تنظيم «داعش» في الرمادي، بعدما سيطرت قوات مكافحة الإرهاب على المبنى الحكومي الرئيسي، لكن إخراج المقاتلين من المشارف الشرقية الريفية استغرق أسابيع.

(الأخبار، رويترز، الأناضول)




... وفي الفاتيكان يلتقي البابا فرنسيس

استقبل البابا فرنسيس، اليوم، رئيس الوزراء العراقي، وبحث معه في أهمية حماية المسيحيين والأقليات الأخرى في البلاد، كما أعلن الفاتيكان.
وجاء في بيان مقتضب للكرسي الرسولي: «بعدما تحدثا عن علاقاتهما الجيدة، انصرف الطرفان إلى مناقشة حياة الكنيسة ووضع المسيحيين والأقليات الأخرى في العراق، مشددين على أهمية بقائهم وضرورة حماية حقوقهم».
وأضاف الفاتيكان: «نوقشت (أيضاً) مسألة مكانة الحوار بين الأديان في إطار المجتمع، ومسؤولية الأديان في نشر التسامح والسلم الأهلي».
والتقى العبادي أيضاً أمين سر دولة الفاتيكان، المونسنيور بيترو بارولين، وقد «شددا على أهمية عملية المصالحة الجارية» في العراق، وتطرقا إلى المسألة الإنسانية المتعثرة في المنطقة كلها.

(أ ف ب)