معارك كر وفر وسيناريو مكرر هو عنوان المشهد الميداني لمدينة عين العرب، شمال حلب، من دون تمكّن أيّ طرف من إحراز تقدم نوعي يسهم في ترجيح الكفة لمصلحته، فـ«داعش» مستمر في هجماته ويدعم صفوفه بتعزيزات يومية مع استماتة «الوحدات» في الحفاظ على مواقعها في المدينة.المشهد في المدينة، أمس، كان لمصلحة «الوحدات» التي أحرزت تقدماً في الجهتين الشرقية والجنوبية من مدينة «كوباني» مع تواصل الاشتباكات في الجهة الغربية بالتزامن مع انخفاض وتيرة استهداف طائرات «التحالف الدولي» لمواقع «داعش» في المدينة وأطرافها، وقصف التنظيم وسط المدينة ومنطقة المعبر الحدودي مع تركيا فيها بقذائف الهاون. مصدر ميداني كردي أكد لـ«الأخبار» أنّ «الوحدات سيطرت على معظم أجزاء حيّ الصناعة في الجهة الشرقية مع وصول قواتها إلى منطقة القوس في الجهة الجنوبية من المدينة»، مضيفاً أنّ «اشتباكات عنيفة لا تزال تدور في حيّي كانيه عربان ومكتلة شرقي المدينة مع تقدم بطيء للوحدات في هذه الأحياء».

وبيّن المصدر أنّ «عناصر داعش يتمركزون داخل أبنية في الجهة الشرقية مستخدمين سلاح القنص في صدّ محاولات تقدم الوحدات»، مؤكداً «تدمير عربة مصفحة مفخخة قبل انفجارها في الجهة الشرقية من المدينة أمس».
«الوحدات»: لم يتمّ التنسيق مع أحد بشأن دخول مقاتلين من البيشمركة و «الحر»

إلى ذلك أكد مصدر إعلامي من داخل المدينة لـ«الأخبار» أنّ «أكثر من 3 آلاف مدني موجودون بالقرب من تل شعير والأجزاء الغربية من المدينة يعانون من ظروف إنسانية صعبة». ولفت المصدر إلى «قيام عناصر داعش بحرق عدد من منازل المدنيين في الجهة الشرقية من دون معرفة الأسباب». «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض أفاد بأنّ «الاشتباكات لا تزال مستمرة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة الإسلامية، بالقرب من سوق الهال ومبنى البلدية في المدينة، وسط تجدد للقصف من قبل مقاتلي التنظيم في أحياء عدة في عين العرب كوباني».
إلى ذلك، قالت مصادر في قيادة «الوحدات» في المدينة لـ«الأخبار» إنّه «لم يتمّ التنسيق مع أحد بشأن دخول مقاتلين من البيشمركة والجيش الحر»، مؤكّدة أنه «لا ينقصنا مقاتلين. وإذا كانوا يريدون خدمتنا فعليهم فتح جبهات جديدة مع داعش في منبج وريف حلب لتخفيف الضغط علينا».

تقدّم في دير الزور

وفي دير الزور، واصل الجيش السوري تقدمّه في حويجة صكر داخل المدينة، وسيطر على أجزاء واسعة من الجهة الشرقية منها مركزاً نقاطاً له في المنطقة، فيما صدّ هجوماً عنيفاً للمسلحين على حي الصناعة. مصدر عسكري أكّد لـ«الأخبار» أنّ «السيطرة على حويجة صكر تعني تخفيف الضغط على جبهات القتال اليومية في الصناعة والمطار القديم والحويقة وتطبق الحصار على المسلحين وتقطع طرق إمدادهم من الريف وتسهم في تأمين الأحياء الآمنة بشكل أكبر».
أما في الحسكة فقد أزيل عدد من الحواجز والسواتر الترابية داخل المدينة في عدد من الشوارع الرئيسية في المدينة. جرافات الجيش أزالت الحواجز الأسمنتية في الساحة الرئيسية في المدينة وشارع المحافظة وعدد من الشوارع الفرعية وحاجزي دوار الكهرباء ودوار الشريعة. وأكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أنّه «بعد فرض الجيش والقوى الوطنية سيطرتهم التامة على المدينة وتركيز نقاط دفاع في محيطها تم إزالة عدد من الحواجز وسيتم إزالة عدد آخر بهدف تخفيف الضغط المروري في المدينة ولتسهيل حركة المواطنين فيها وللتأكيد على الحالة الأمنية الجيدة».
إلى ذلك نفذت «وحدات حماية الشعب» عملية استهدفت فيها نقاط لـ«داعش» على طريق قريتي مثلوثة وخربة العاطل شمال غرب بلدة تل حميس في ريف القامشلي من دون معلومات عن النتائج، بالتوازي مع اشتباكات متقطعة بين الطرفين في قريتي الدهماء والراوية في الريف الغربي لمدينة رأس العين.