بغداد | حالة من الإرباك والقلق يعيشها سكان بغداد مع تزايد الأعمال الإرهابية عبر تفجير السيارات والأحزمة الناسفة في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 1335 شخصاً خلال شهر أيلول الماضي.

الأجهزة الأمنية، وفي سعيها لمواجهة تزايد العمليات الإرهابية التي تستهدف العاصمة بغداد، لا تزال تستخدم أساليب تقليدية في البحث عن الإرهابيين، إذ زادت من انتشار نقاط التفتيش، التي تسبب بدورها ازدحاماً كبيراً يصل لساعات طويلة ويصبح هدفاً سهلاً للإرهابيين، إضافة إلى استخدامها جهاز كشف المتفجرات المعروف بجهاز «السونار» الذي أثبت فشله بعد الفضيحة المدوية عام 2009.
ويعزو مراقبون التدهور الأمني في العاصمة إلى عدم بناء المؤسسة الأمنية بشكل سليم، وتصدي غير الكفوئين للمسؤولية، وعدم محاسبة المقصّرين، إضافة إلى انتشار الفساد الإداري والمالي في جميع مفاصل المؤسسة. ويأمل العراقيون أن تشهد الأوضاع الأمنية تحسناً ملموساً إثر تعيين وزيري الدفاع والداخلية.
خبير: الإرهاب يستهدف العاصمة لأنها أكثر أهمية في المجال الإعلامي

عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، حاكم الزاملي، يوضح في حديث إلى «الأخبار» أن «الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية بمساندة قوات الحشد الشعبي، وفصائل المقاومة الإسلامية في جبهات القتال في محافظات صلاح الدين وبابل وديالى والأنبار، تعطي مبرراً للمجاميع الإرهابية باستهداف التجمعات والأماكن العامة في بغداد، للتأثير في معنويات رجل الأمن وفي المواطن».
ويلفت الزاملي إلى أن «لجنة الأمن والدفاع البرلمانية اجتمعت مع قيادة عمليات بغداد، وأكدت ضرورة نصب منظومة متكاملة من الكاميرات في العاصمة بغداد، وأبراج مراقبة، وأجهزة متفجرات حديثة بدلاً من التي تستخدم حالياً، وإزالة نقاط التفتيش العسكرية المنتشرة في المدن، مع تغيير المسؤولين الذين تحدث خروقات في مناطقهم».
ويشدد على «ضرورة تفعيل الجانب الاستخباري، والقيام بعمليات تفتيش ومسح لجميع المناطق التي شهدت عمليات إرهابية في الفترة الأخيرة»، داعياً إلى «تغيير القيادات الأمنية لجهاز الاستخبارات، لأنها لم تؤدّ دورها بالشكل الصحيح خلال السنوات الماضية». ويؤكد الزاملي أن «تفعيل جهاز الاستخبارات يكون من خلال نصب منظومة الكاميرات التي يجب أن تدار من غرفة عمليات مشتركة».
من جهته، يلفت الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، إلى أن «تنظيم داعش يستخدم استراتيجية وقائية لتجاوز نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد، وتمرير السيارات المفخخة أو غيرها، وتحقيق ما يريده من عمليات إرهابية»، مضيفاً أن «الإرهاب يستهدف العاصمة بغداد لأنها الأكثر اهتماماً في المجال الإعلامي».
ويشير الهاشمي، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الأموال التي صرفت على أجهزة كشف المتفجرات غير الصالحة للاستعمال، كان من المفترض صرفها على تفعيل الجهد الاستخباري، خصوصاً أنها تجعل لكل مواطن كاميرا»، موضحاً أن «الإجراءات الأمنية التقليدية لن تساهم في استقرار الأوضاع الأمنية، بل يمكن ذلك من خلال إلغاء نقاط التفتيش المنتشرة في مناطق بغداد، والاكتفاء بنقاط التفتيش الرئيسية في مداخل العاصمة، ونصب نقاط تفتيش مفاجئة مع الاستعانة بالجهد الميداني الاستخباري».
في غضون ذلك، يعزو الخبير الاستراتيجي، أحمد الشريفي، التراجع الأمني في بغداد، إلى سوء الإدارة في وزارة الداخلية. ويذكر الشريفي في حديث إلى «الأخبار» أن «العراق يشهد حالياً تقدماً في الملف العسكري، ولكن في المقابل يشهد تراجعاً في الملف الأمني، لأن من يدير الأزمة الأمنية في العراق يعتمد على وسائل وأدوات إدارة الملف العسكري»، داعياً إلى «ضرورة استقلالية الملف الأمني وإبعاده عن العمليات العسكرية الحالية في البلاد».
ويضيف الخبير الإستراتيجي أنّ الإدارة الأمنية بإصرارها «على استخدام الخطط القديمة التي لا جدوى لها، شكلت عبئاً على المواطن، وأمّنت مادة للإرهاب، لأنها خلقت اختناقات مرورية للعجلات والأفراد يستطيع الإرهابي استهدافها بسهولة جداً»، مشدداً على «ضرورة استخدام أنظمة اتصالات حديثة للكشف عن العمليات الإرهابية قبل وقوعها».




اعتقال «إرهابيين» في بغداد

أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، مقتل واعتقال عدد من «الإرهابيين» خلال عدد من العمليات التي نفذتها في العاصمة بغداد وفي أطرافها، فيما أكدت ضبط كمية من الأسلحة والاعتدة وتفكيك عدد من العبوات.
وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، في حديث إلى مواقع إخبارية عراقية، بأن «سبعة أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة قرب محال تجارية جنوبي بغداد». وقال المصدر إن «عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق انفجرت بعد ظهر اليوم (أمس) بالقرب من محال تجارية في حي الصحة في منطقة الدورة، جنوبي بغداد، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح وإلحاق أضرار مادية بعدد من المحال».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي».
وكان «جهاز مكافحة الإرهاب» العراقي قد أعلن في وقت سابق من يوم أمس عن «اعتقال شبكة إرهابية يقيم عناصرها في فنادق في شارع السعدون وسط بغداد»، وأكد أن الشبكة كانت «تخطط لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية وصحافية»، فيما أشار إلى أنها «مرتبطة بمخابرات خارجية».
(الأخبار)