■ ما هي برأيكم أهمية الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتأثيراتها المستقبلية على المشهد التونسي؟ـ بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، فقد أخذت على ما يبدو حصة كبيرة من الاهتمام، لأن الوعي الجمعي قد ترسخ على تبجيل أو الخوف من سطوة وتسلط رئيس الجمهورية في العهدين السابقين، الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. موقع الرئاسة في الدستور الجديد هو موقع معنوي وبسلطات مقيدة لمصلحة رئاسة الحكومة والمجلس النيابي. من هنا تكمن أهمية نتائج الانتخابات التشريعية لأنها ستحدد مسار الواقع السياسي والاجتماعي للفترة المقبلة في البلاد.

فنحن أمام خيارين، إما اكتساح وسيطرة قوى تجار الدين وتجار المال على المجلس ما سيؤدي إلى تأزم الوضع المعيشي الذي سوف ينذر بثورة جياع لن ترحم أحداً، أو التوازن مع القوى الحية والمنحازة إلى العدالة الاجتماعية والتي ستؤدي إلى حلول سريعة اقتصادية واجتماعية تخفف من معاناة القسم الأكبر من الشعب التونسي، ما سينفّّس من حالة الاحتقان، والبناء ربما لتونس أكثر استقراراً وتطوراً.
وفي كل الأحوال، ستصوّب كل الأغلاط التي ألمّت بالعلاقات الخارجية، وخصوصاً مع سوريا ومصر.

■ لماذا قرّرتم خوض الانتخابات ولماذا رشّحتم أنفسكم كمستقلين؟
ـ باعتقادي، وبعد تجربة غنية وأفتخر بها جداً في الميدان النضالي على الأرض وبين الناس خلال فترة طويلة من حياتي في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني، توصلت خلالها إلى مفاهيم قد تساعد في محاولة إقناع كل الأطراف الوطنية والتقدمية من تجنّب كل الفخاخ والألغام التي أطاحت مشروع الحركة الوطنية اللبنانية الذي شكل نموذجاً أرعب كل الأنظمة العربية في حينه فحاربوه بالمال والحديد والنار رغم واقعيته، وعلى هذا الأساس تقدمت بترشحي للمجلس النيابي لعلني أستطيع نقل التجربة وتوفير الكثير على الشعب التونسي. أما مسألة ترشحي كمستقل فهذا ناتج من قوانين هيئة الانتخابات التي وضعت أطراً للترشح وأيضاً إلى شكليات تحالفية أفضت إلى ذلك.

■ ما هي أهم نقاط برنامجكم الانتخابي؟
ـ نحن لم نقدم برنامجاً بل تقدمنا بمفاهيم تنحاز إلى برامج سقفها هو تلك المفاهيم، وهذا ما سيحدد تعاوننا في حال فوزنا في الانتخابات، وهي تنطلق من طموحات عموم الشعب التونسي وتطلعاته. وأهم هذه النقاط، السيادة الوطنية الكاملة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومحاربة الفساد وكل أشكال التسلط البيروقراطي الذي أنتج الحواضن الاجتماعية المهمشة والمفقرة والتي أصبحت لقمة سائغة لكل سماسرة نهب الثروات الوطنية وسماسرة الإرهاب، ومواجهة الإرهاب كنتيجة، والعمل على برمجة وتطوير كل ما يؤمن الاكتفاء الذاتي وتحقيق الامن الغذائي لمجموع الشعب التونسي، والعمل الدؤوب على دعم الفئات الضعيفة، وفكفكة شبكة الإدارة وقوانينها المعقدة لكي يبادروا إلى خلق فرص للمواطنين في تأمين رزقهم، وخصوصاً صغار الفلاحين والحرفيين والمشاريع العائلية الصغرى، وكذلك تفعيل المؤسسات التي تعنى بالمواطنين والمواطنات في الخارج لحمايتهم من تعدي أيّ كان من أي جهة كانت.
(الأخبار)