يواصل وزير الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، زيارته للولايات المتحدة، حيث يلتقي عدداً من المسؤولين الأمنيين في الإدارة الأميركية. وقالت وسائل الإعلام العبرية إن يعلون التقى أمس المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، سامنتا باور، وبحث معها الملف الفلسطيني والنزاعات في الشرق الأوسط، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

في السياق، ذكر موقع «إسرائيل نيوز 24» أن يعلون أكد لباور أن «إسرائيل تقدّر جداً دعم واشنطن لها في الأمم المتحدة، والجهود التي تبذلها للتصدي لمحاولات إيذائها»، مشدداً على متانة الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة التي «تُعَدّ أكبر صديقة للدولة العبرية»، وأشار إلى أن العلاقات التي تربط البلدين، تشكل عنصراً أساسياً في أمن إسرائيل المتين، لذا «لا يجوز لأحد أن يعكّر صفو هذه العلاقات».
وكان الوزير الإسرائيلي قد صرّح قبل ذلك، في نيويورك، بأن إسرائيل لن تسمح بإدخال مواد مخصصة لإعادة إعمار قطاع غزة إذا رمّمت حركة «حماس» الأنفاق وأعادت التسلح من جديد. مع ذلك، أكد أن «إسرائيل ترغب في تحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكان القطاع، لكنها لن توافق على نقل أموال ومواد لدعم النشاطات الإرهابية»، موضحاً أن «إسرائيل تراقب عن كثب كل ما يجري في غزة، وسمعت جيداً ما صدر عن حماس بأنها تنوي ترميم الأنفاق التي دمرها الجيش الإسرائيلي».
وحول العملية السياسية مع الفلسطينيين، أشار يعلون، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يفضل اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في المحافل الدولية لنزع الشرعية عن إسرائيل، وذلك «بدلاً من الجلوس معها حول طاولة المفاوضات». وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا تزال مترددة في تحمل مسؤولياتها تجاه غزة لـ«فرض السلطة الواحدة والقرار الواحد». وأكد يعلون أن الفلسطينيين لا يريدون دولة في حدود عام 1967، «كما لا يريدون دولتين لشعبين، وكل ما يريدونه فقط هو تدمير الدولة اليهودية، وهذا هو هدفهم الوحيد»، وقال: «أي قيد يفرض على الجيش الإسرائيلي وإجراءاته في الضفة، سيؤدي إلى ظهور إمارة حمستان».
وتعليقاً على ما قاله يعلون بشأن مواد البناء، قال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، أمس، إن تصريحات «وزير الحرب» محاولة للابتزاز «وتؤكد تلكؤ الاحتلال في رفع الحصار وتسهيل دخول مواد الإعمار إلى غزة». وتابع أبو زهري في تصريح عبر «الفايسبوك»: «اتفاق التهدئة لا علاقة له بسلاح المقاومة، تصريحات يعالون أثارت غضب المقاومة، وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل لإلزام الاحتلال برفع الحصار وبدء الإعمار قبل نفاد صبر غزة».
وهو التهديد نفسه الذي حمله القيادي في «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، بالقول إن «الحركة ملتزمة وقف إطلاق النار في غزة ما دام المجتمع الدولي ملتزماً إعادة الإعمار وما دامت اسرائيل تقر بهذا الشرط». وهدد البطش، في حديث تلفزيوني أمس، بنسف اتفاق وقف النار «إذا أخلّت إسرائيل التزاماتها لناحية فتح المعابر والإعمار».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة معاريف أن الجيش الإسرائيلي أوقف الحراسة داخل المستوطنات المحيطة بقطاع غزة بعد «دراسة مستفيضة» داخل المؤسسة الأمنية والجيش. ونقلت الصحيفة، عن مصادر عسكرية، أنه بعد شهرين على نهاية عملية «الجرف الصامد»، تقرر في الجيش تخفيف الوحدات العسكرية في المستوطنات المحاذية للشريط الشائك، وذلك «بعد إزالة تهديد الأنفاق، وتقدير أن الهدوء الذي تحقق بعد المواجهة العسكرية سيستمر مدة طويلة من الزمن».