ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب موقع «واللا» الاخباري العبري، الذي نقل توقعاتها، أن نجاح دول الغرب في صد تنظيم «داعش» على الحدود السورية التركية (كوباني) لا يعني أن خطر هذا التنظيم قد انتفى، اذ تقدر محافل استخبارية في تل أبيب أن يمثل صد الغرب للتنظيم دفعاً له كي يولّد تحديات جديدة في المنطقة، ومن بينها محاولة الدخول إلى الأراضي الأردنية.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، تعليقاً على «التقديرات الاستخبارية»، إن «الأردن يحوطه تنظيم القاعدة من جهة الشمال، وتنظيم داعش من الشرق، إلا أنه بخلاف الوضع في سوريا، نجح الملك عبد الله (الثاني) وكبار المسؤولين الأردنيين ببلورة آلية حافظت على مصالح العشائر الموجودة على الحدود، ومن شأن ذلك أن يساهم في صد التهديدات».
وطمأن المصدر الإسرائيليين إلى أن الأردن يملك أجهزة أمنية واستخبارية قوية قياساً بالدول الأخرى من حولها، لافتاً إلى أن نجاح الأردنيين أمنياً، هو الذي دفع إسرائيل إلى الامتناع عن بناء سياج على الحدود بين الأردن والضفة الغربية. وبحسب المصدر، فإن «الاستخبارات النوعيَّة الموجودة لدى الأردن، إضافة إلى الأجهزة الأمنية والنظام العشائري المتين، ينجحون باحتواء التغيير الديموغرافي الخطير في المملكة، بما يشمل 1،3 مليون لاجئ سوري، إضافة إلى نصف مليون لاجئ عراقي، فضلاً عن اللاجئين الفلسطينيين».
وأكد المصدر على «العلاقة المتينة والراسخة التي تربط الأردن بإسرائيل»، مشيراً إلى أن «المملكة صدت الكثير من العمليات التي كانت تستهدف إسرائيل عند الحدود»، و«ممنوع أن نقلل من شأن الأردنيين، فقد بنينا معهم علاقات سرية وقوية، الامر الذي حقق نتائج باهرة، ويكفي أن تنظر إلى الاستقرار الأمني لدينا، لتدرك أنه لولا هذا النظام وأجهزته الأمنية لكنا قد نزفنا الكثير من الدماء».
الملك الأردني: حرب أهلية داخل الإسلام بين التطرف والاعتدال

مع ذلك، أكد المصدر نفسه أن إسرائيل متيقظة وتتابع ما يحدث في الساحة الأردنية، كما أن «الاستعدادات القائمة التي يشرف عليها رئيس الأركان (العامة للجيش الإسرائيلي) بني غانتس، وتحديداً على الحدود الشمالية التي تشمل المثلث الحدودي مع الأردن، هي استعدادات جيدة ورائعة جداً وقادرة على مواجهة أي تهديد».
وفي السياق نفسه، قال الملك الأردني عبد الله الثاني، إن «حرباً أهلية» تدور رحاها بين «قوى الاعتدال» من جهة، و«قوى التطرف» من جهة ثانية، معرباً عن أسفه «لأننا كعرب ومسلمين لم نشعر حتى الآن بخطورة ما يجري من حولنا»، موضحاً أن التطرف الذي تعانيه المنطقة لا يقتصر فقط على الاسلام، بل يقابله أيضاً تطرف في سياسة إسرائيل، وقدّر أن تتواصل الحرب على الإرهاب فترة طويلة نسبياً، لا تقتصر فقط على عام او اثنين، بل ربما تمتد إلى فترة ما بين 10 أعوام و15 عاماً.
ولفت عبد الله إلى أن «الأردن كانت وستستمر على الدوام في محاربة الإرهاب والتطرف، بغض النظر عن مصدره، وضد جميع من يروجون له، سواء باسم الدين، وهو منهم براء، أو غيره»، موضحاً أن «مشاركة الأردن إلى جانب دول شقيقة وصديقة في الحرب على الإرهاب، تصب في حماية مصالح المملكة وتعزيز أمنها، وسط ما تعانيه دول الجوار والمنطقة ككل من فوضى».
وفي تبرير وتفسير لمواقف الملك، ودرءاً للفهم الخاطئ من قبل تل أبيب، بعدما ساوى بين «داعش» وتطرف إسرائيل، أشار مصدر مقرب من القصر الملكي في عمان لصحيفة «هآرتس»، إلى أن حديث الملك كان موجهاً للأردنيين الذين يعارضون مشاركة المملكة في التحالف الدولي ضد «داعش». وبحسب المصدر لا يمكن للملك أن يعطي تفسيراً مقنعاً للحرب على التطرف الاسلامي، وفي الوقت نفسه أن يتجاهل ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية.