رفضت إسرائيل، يوم أمس، موقف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي ربط فيه بين "النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني" وانتشار "الإرهاب الإسلامي" في الشرق الأوسط، مشدّدة على انتفاء أيّ علاقة بين القضيتين، وعلى ضرورة فهم ما يجري في المنطقة قبل إطلاق المواقف.
وقال عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ووزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينت، إن «كيري استخدم إشاعة كاذبة معادية للسامية، فحتى عندما يقطع مسلم بريطاني رأس مسيحي بريطاني، سيكون هناك دائماً من يضع اللوم على اليهود». ووجّه بينت كلامه إلى وزير الخارجية الأميركي بالقول: "حين تقول إن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين أمر ضروري لمكافحة تنظيم داعش، فأنت تشجع داعش وتشجع الإرهاب العالمي».
واقترح بينت على كيري أن يستمع جيداً إلى ما يصدر عن هؤلاء "الإرهابيين الذين يريدون الاستيلاء على الشرق الأوسط، من سوريا إلى الأردن ولبنان، وإعادة إنشاء الخلافة الإسلامية"، وقال: «عليك أن تختار بين أن تفسر ذلك، وبين أن تحارب ذلك، والخيار موجود في يد العالم، وإلا فإنه سيتحمل عواقب الإرهاب».
الوزير، غلعاد أردان، المنتظر تعيينه وزيراً للداخلية، هاجم هو الآخر تصريحات كيري، وقال: "إنّ (كيري) يسجل أرقاماً قياسية جديدة من عدم فهم ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وجوهر وطبيعة النزاعات الدائرة فيه"، لافتاً إلى ضرورة أن يفهم "رئيس الديبلوماسية الأميركية" ما صدر سابقاً عن الرئيس الأميركي نفسه، باراك أوباما، من استبعاد لوجود علاقة بين "النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي"، والأحداث الأخرى التي تشهدها المنطقة.
وتساءل أردان بسخرية: «هل هناك أي شخص يؤمن فعلاً بأن مقاتلي الدولة الإسلامية سيتنازلون عن سلاحهم إذا استؤنفت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين»، وأضاف: «إذا كنت أحترم كيري كشخص، لكن لدي مشكلة في احترام ما صدر عنه من أقوال ومواقف».
وكان وزير الخارجية الأميركي قد أكد أنّ من الضروري استئناف محادثات التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، "لأن استمرار الصراع على حاله، وتعثر المفاوضات، يساعد الدولة الإسلامية على تجنيد عناصر جديدة". وأضاف: «لم يكن هناك أي قائد التقيته في المنطقة، إلا أثار مسألة الحاجة للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن هذا الصراع هو سبب التجنيد (للتطرف) وغضب الشارع والتحريض»، وطالب بضرورة فهم هذا الصلة والربط بينها، وبين الشعور بالذل والحرمان، وغياب الكرامة.