صنعاء | شهدت محافظة أبين التي يسيطر تنظيم «القاعدة» على معظم مساحتها، بما فيها مدينة زنجبار عاصمتها، عملية إعدام جماعية لنحو 19 جندياً من أبناء المحافظات الجنوبية من بين 45 جندياً على الأقل جرى اختطافهم. الجريمة التي استهدفت جنوداً كانوا في طريقهم إلى محافظة المهرة لتسلم رواتبهم بعدما طلب منهم الحضور شخصياً، أثارت شكوكاً حول خطة لاستدراج الضحايا.
وأعادت المجزرة إلى الأذهان ذبح 14 جندياً في آب من عام 2014 على أيدي عناصر «القاعدة» في حضرموت.
وبحسب مصادر محلية، كان الجنود الـ45 على متن ثلاث حافلات، يرتدون لباساً مدنياً ومن دون أسلحتهم فجر يوم السبت الماضي، وتعرضوا للاختطاف لدى مرورهم بنقطة مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة جبلية قرب مدينة أحور الساحلية في أبين، قادمين من عدن، قبل أن يوقفهم مسلّحو «القاعدة».
خمسة من الجنود فُصلت رؤوسهم عن أجسادهم

وأجبر الجنود على الترجّل من الحافلات واقتيدوا إلى منطقة خالية، حيث أطلق المسلحون النار عليهم عشوائياً، فسقط منهم 19 قتيلاً على الفور. وغادر المسلحون ساحة الجريمة، ما مكّن بعض الناجين من إجراء اتصالات، هرع على إثرها مواطنون ونقلوا جثث القتلى، إضافة إلى عدد من المصابين، بينهم تسعة نقلوا إلى مستشفيات عدن ومدينة أحور وهم بحالة خطرة.
وكشفت مصادر إعلامية جنوبية أن خمسة من الجنود جرى إعدامهم بالسكاكين وفُصلت رؤوسهم عن أجسادهم. وفيما لم يتبنَّ «القاعدة» تلك العملية، أشارت المصادر إلى أنها جرت بأسلوب التنظيم وفي نطاق سيطرته ونفوذه في محافظة أبين.
وتفيد المعلومات بأن الجنود كانوا في طريقهم إلى محافظة المهرة لتسلّم رواتبهم، حيث رفضت القيادات العسكرية إرسالها أو تحويلها إليهم، وأمرت بحضور الجنود لتسلّمها يداً بيد. هذا الأمر أثار شكوكاً لدى أوساط جنوبية رجّحت أن يكون قد تم استدراج الجنود في عملية مخطط لها مسبقاً، وأن يكون قد جرى رصد تحركات الجنود الذين اختاروا مساراً اعتقدوا أنه آمن، قبل أن يصطدموا بنقطة مسلحة لم تكن موجودة من قبل.
من جهتها، أدانت «اللجنة الثورية العليا» في صنعاء عملية إعدام الجنود، وقالت إن الجريمة «تحمل بصمات التنظيمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة وتحالف العدوان السعودي»، بحسب بيان صادر عنها.
ودعا البيان العالم إلى الوقوف بحزم حيال مثل هذه الجرائم وإدانتها، وتحميل الإدارة الأميركية مسؤولية نشر هذا الوباء في العالم بشكل مباشر وعبر شركائها في المنطقة بغرض تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية عبر التوظيف المكشوف للإرهاب العابر للقارات والمدمر للسلام الإنساني والدول والتجارب الديمقراطية والتسويات السياسية في مناطق النزاع في العالم.
من جهة أخرى، تواصلت عمليات الاغتيال التي تشهدها محافظة عدن منذ أشهر، والتي تحمل بصمات «القاعدة» أيضاً. واغتيل يوم أمس الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية المنصورة التابعة لعدن، الشيخ أحمد صالح الحيدري، وابنه. وتأتي هذه العملية في الوقت الذي تقول فيه قوات «التحالف» إن السلطات المحلية الموالية لها في الجنوب تعمل على طرد عناصر التنظيم المتطرف من المناطق التي يسيطر عليها. وكان «التحالف» والطائرات الأميركية من دون طيار قد نفذّوا غارات بين الحين والآخر ضد مواقع للتنظيم.