غزة | في غزة نعيش بزمنين في نفس الزمن. ثلث اليوم في العصر الحجري والباقي في عصر التكنولوجيا. لما تعيش في عصر التكونولوجيا حتسابق الزمن وتعمل أولويات لكل شي. بدك تلحق تشحن جوالك ولا تقعد على النت ولا تفتح التيلفزيون ولا تشغل تكييف (هادا لو عندك تكييف أصلا) أو تستبدله بمروحة ولا تعملهم مع بعض علشان تعوّض الوقت اللي غابت فيه الكهربا.
غير أمك الي بدها تكوي ولا تخبز ولا تغسل. بجد غيابها صعب جداً خصوصا للناس الي بتشتغل في مجالات الها علاقة بالكمبيوتر أو التلفزيون. يعني ممكن تكون في شغلك ومشغلين مولد الكهربا تضطر تضل قاعد في المكتب وما تروح لحتى تستمتع بأكبر عدد من الساعات في الشق الزمني التاني. طبعا قمة السعادة لو اجاك خبر سار وحكالك انه الكهربا في البيت جاية! بسرعة تضبضب أغراضك وتطير على بيتكم علشان تآخد راحتك في القعدة. يعني تغير ملابسك ترتاح شوية.. ما علينا. المهم بتوصل البيت وبتبدأ نشاطاتك :بتشبك لابتوبك في الكهربا وفجأة بيغتصب أحلامك انقطاع الكهربا! قمة اليأس. بتحاول انك تشوفلك شي تعمله تتتسلى في البيت. طبعا انت وأهلك يا دوب شايفين بعض ويا دوب طايقين بعض، من المشاكل والأزمات النفسية الي صارت عند الناس خلال فترة طويلة من الحصار. بتزهق حياتك وانت بتتململ في البيت ممكن تتطاوش ( تتخانق)مع أخوك أو أي حدا تاني وتطلع من البيت حامل لابتوبك مرة تانية ونازل على "كوفي شوب" بدك تشيش أو تقعد على النت أو التنين مع بعض. اوبااا أجا الفرج قعدت شوية و طلبت الك ولصاحبك الي تواعدت انت واياه قبل ما تطلع شي تشربوه ووصل لعندك.
سلامات يا زعيم. سلامات يا كبير. وضعك ؟ زفت. أخبارك؟ ماشي حالها. بس مش كتير.
مشتاق لفيسي. وأنا أكتر. جمل الحنان المعهودة عن مواقع التواصل. زمان ما فتحته. شكوى صغيرة عن الكهربا بتتبادلوها لأنها صارت عادة فمش ضروري نضل نحكي ونخض في قربة فاضية.
تفتحوا اللابتوبات .. يا محلانا بدنا نقعد على النت .. تفتح متصفح .. تطلعلك بدل إشارة التحميل سلحفاة بتمشي. ليش؟ لأنه أغلب الشباب الي موجودين جايين علشان النت أصلا واشي فاتح يوتيوب. اشي بيحمّل. اشي قرف من النت وصار يشتغل على قد محادثات الفيس أو غيره لأنه النت بطيء فبتقرف زي باقي الشباب القاعدين وبتسكر لابتوبك وبترجع تتخرف مع صاحبك.
طبعا الي بيقرأ حيقول: يا عمي في مليون حل .. ماتور كهربا بتمشي حالك فيه! ايه على سعر البنزين الي موجود في البلد؟ بيصير المواطن العادي بدو قرض من " اليو ان دي بي " مع انها ما بتعطي قروض. بس لأنه مش موظف بنفعش يسحب من البنك وقرض من " فاتن" و "اعتماد" و "تساهيل" و "هبة " ويمكن يلزمه كمان مبلغ من الي كترانين هالأيام ومختصين في تيسير الزواج علشان يطلع حق البنزين والمحروقات. الله يحرق قلب الي بيكرهنا ..
طبعا واحد من أصحابك بيكون خبير "استكهربائي" لأنه كل الشعب مفتي! حيقولك مش عاجبك موتور وغالي البنزين في " يو بي أس"! بتقوله يا عيني قرفنا تبديل بطاريات وعلى الجدول الجديد ما بتلحق تشحن يرحم أيام جدول ال 8 ساعات . على رأي الشاعر الفيسبوكي بيتكاثروا عن طريق الاستنساخ . " يرحم أيام العز والتمانات. كنت أشوف البطاريات مليانات " أو الأديبة الي فيها كل الصفات إلا الأدب لما قالت: "الحياة بلا كهرباء ... كالجميلة بلا حذاء". طبعا لأنها من الجنس اللطيف غرق البوست لايكات وبوسات كمان. وين رحنا في الحكي؟. نرجع لصاحبك الي بدو يعملك خارطة طريق نحو النور والكهربا.
قصة الها أول ما الهاش آخر وفي النهاية راح توصل لقناعة انه الي بيحاورك بيعاني نفس المشاكل ويقولك يزلمة ايش بدنا نعمل؟ حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس واحنا أحسن من ناس كتير. يا عمي أنا بديش أكون أحسن من حدا. بس بدي كهربا طبعا. بالنسبة للناس الي من كوكب آخر غير كوكب غزة بدي أوضحلكم شغلة كل هالكلام الي قبل مش لأنه صارت الحرب في 2014 و ضربوا الشركة. لأ يا عمي . الكهرباء مشكلتها من حوالي 8 سنين يعني قرب ينفجر الواحد لو ما حكى. و قد ما أحكي أنا وقد ما بيحكوا أهل غزة وحتى لو الي برا حكوا برضو ع الفاضي بس كل القصة انه أنا بحكي #تفريغ_كبت بس الميزة الحلوة في غزة انه انتا بتجرب آلة الزمن يوميا يلي كل العالم بيتمناها و بيحلم فيها فاحمد الله يا محظوظ صدقني كل العالم بيحسدنا على هالآلة بعدين مش شرط انك تشوف كل شي حلو .. الحلاوة حلاوة الروح و الواقع الافتراضي يلي بتحاول يوميا انك تنبسط فيه على النت أو آلة الزمن مش الكل بيصحله هيك خيارات يعني انبسط و استمتع و هدي أعصابك لأنه الي جاي شكله روحه حلوة أكتر