أبدى زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، استعداد الحركة للمشاركة في حكومة ائتلاف تضم خصومه العلمانيين وأحزاباً يقودها رموز من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بهدف غرس أولى بذور الديموقراطية في البلاد.
وأكد الغنوشي، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن «الوفاق هو الذي أنقذ تونس، وأن البلاد لا تزال بحاجة إلى الوفاق، لأنه حتى بعد الانتخابات لن تكون البلاد في وضع ديموقراطية مستقرة، بل في ديموقراطية انتقالية تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية تعالج العديد من التحديات في ظل الوضع الإقليمي المضطرب».
وبناءً على ذلك، أوضح الغنوشي أن حركة النهضة مستعدة للعمل ضمن حكومة ائتلاف تضم منافسها حزب نداء تونس، وحتى الأحزاب التي يقودها مسؤولون بارزون في نظام بن علي.وقال إن «كل الأحزاب المعترف بها نحن مستعدون للعمل معها... ليس لدينا أي فيتو على أي حزب قانوني... لن نواجه الإقصاء بإقصاء»، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجهها تونس، بما فيها الإرهاب والإصلاح الاقتصادي المطلوب لدفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وتنمية المناطق الداخلية، تستوجب التوحد في الفترة المقبلة.
ودعا المنظمات الاجتماعية، ومنها الاتحاد العام التونسي للشغل ذو النفوذ القوي، إلى المشاركة في أي حكومة مقبلة.
ومضى قائلاً «البلاد تحتاج إلى عدة إجراءات يتعين أن يشارك الجميع في اتخاذها، من بينها بعض الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة ومراجعة سياسة الدعم الحكومي وتهيئة مناخ الاستثمار وإعادة هيكلة مؤسسات عمومية».ورداً على سؤال عمّا تغير في حركة النهضة بعد عامين من حكمها للبلاد قال «نحن الآن أصبحنا حركة أكثر واقعية وقدرة على صنع الوفاق مع خصومنا. أصبحنا جزءاً من الدولة ونفهم جيداً مشكلات البلاد وأولوياتها».
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن المنظمة «ستبذل كل ما في وسعها» حتى تكون الانتخابات العامة التونسية التي ستنبثق عنها أول مؤسسات دائمة منذ «ثورة الياسمين»، «شفافة وسلمية». وبدأ بان كي مون أمس زيارة رسمية ليومين إلى تونس بدعوة من الرئيس المنصف المرزوقي. وقال بان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التونسي إن الانتخابات ستكون «مرحلة مهمة في دمقرطة تونس».
ودعا التونسيين إلى «ممارسة حقهم كمواطنين، بالذهاب للتصويت».
وأورد أنه تطرق مع الرئيس التونسي إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا، معرباً عن «قلقه البالغ» لما يحدث في هذا البلد الذي تربطه بتونس حدود برية مشتركة من حوالى 500 كلم.وتابع أنه بحث مع المنصف المرزوقي سبل «تسهيل حوار سياسي» بين الفرقاء في ليبيا.
من ناحيته، قال الرئيس التونسي، مخاطباً الأمين العام للامم المتحدة، «نحن فخورون بما قمنا به، ونعدكم بأن الانتخابات المقبلة ستكون شفافة ونزيهة، وأن تونس ستنضمّ إلى نادي الدول الديموقراطية».
وأضاف المرزوقي المترشح للانتخابات الرئاسية «بعد أن تنتهي هذه المرحلة الصعبة الانتقالية، فإننا سنبدأ في ما تسعون اليه في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية».
(رويترز، أ ف ب)