يقترب مؤتمر المانحين الدوليين الخاص بإعمار قطاع غزة من موعد استحقاقه، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن جون كيري سيحضر الأحد المقبل في القاهرة للمشاركة في هذا المؤتمر، وأيضاً سيتوجه إليه، من ضمن وفود كثيرة، رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة الوفاق، رامي الحمدالله، بعدما ينهي زيارة لغزة غداً (الخميس).
وذكرت مصادر ديبلوماسية أن وفداً يضم مسؤولين في الخارجية الأميركية وصل، مساء أول من أمس، إلى مطار القاهرة في زيارة تستغرق بضعة أيام، وتهدف إلى الإعداد لزيارة كيري المرتقبة. ووصل الوفد قادماً من ألمانيا على مجموعتين: الأولى برئاسة ميشيل أوتيس، والثانية برئاسة ثيرتي لاين بويتي، وكلاهما في موقع مسؤولية في الخارجية الأميركية.
عضو في الوفد الفلسطيني ينفي اختصاص الوفد بالتفاوض في قضية تبادل الجثث

في سياق متصل، قال مسؤول فلسطيني إن السلطات الإسرائيلية أجّلت إدخال 60 شاحنة من مواد البناء إلى قطاع غزة لمصلحة الشركات الخاصة، وذلك حتى أجل غير مسمى، بعد إعلانها، أول من أمس، السماح بدخول هذه الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم التجاري. وأوضح مدير الجانب الفلسطيني من المعبر التجاري الوحيد لغزة، منير الغلبان، أنّ الشركة الوطنية الفلسطينية (مقرها رام الله)، أبلغتهم بقرار التأجيل رغم الوعود الإسرائيلية.
في المقابل، جرى السماح أمس بإدخال 220 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية من بينها ست شاحنات محملة بمواد بناء لمصلحة مشاريع أممية تنفذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ويبدو أن قضية إدخال مواد البناء ستظل معلقة حتى خروج مقررات مؤتمر المانحين.
على هذا الصعيد، جدد عضو الوفد الفلسطيني في مباحثات القاهرة لوقف النار، قيس عبدالكريم، رفض التفاوض على نزع السلاح أو تبادل جثث مع الجانب الإسرائيلي خلال المفاوضات غير المباشرة التي من المنتظر استئنافها في وقت لاحق الشهر الجاري. وقال عبدالكريم، إن «التفاوض على مسألتي تبادل الجثث، ونزع السلاح، غير مطروح على الطاولة»، في رد على ما نقل عن مطالبة الوفد الإسرائيلي خلال جلسات التفاوض السابقة «مبادلة 25 أسيراً و18 جثة لقتلى فلسطينيين بجثتي جنديين إسرائيليين».
وأكد عبدالكريم أن الوفد الموحد ليس لديه «أي معلومات عما تطرحه إسرائيل بشأن فقدان جثث أو جنود»، فيما علق ناشطون من حركة «حماس» خلال اليومين اليومين الماضيين عشرات الملصقات على جدران الشوارع في غزة، وكان مكتوباً عليها «قريباً وفاء الأحرار 2»، وتضمن المُلصق صورة لجندي أعلنت «حماس» أسره خلال الحرب.
في ما يخص زيارة الحمدالله لغزة، نفى مدير دائرة المعابر في القطاع، ماهر أبو صبحة، وصول قوة تابعة للرئاسة الفلسطينية من الضفة المحتلة إلى القطاع حتى مساء أمس لتأمين زيارة رئيس «التوافق» المقررة الخميس. لكن أبو صبحة أكد أنهم لا يمانعون تعاون الأجهزة الأمنية في غزة مع حرس الرئاسة في حال قدومهم.
وسبق ذلك تصريح للمتحدث باسم «التوافق»، إيهاب بسيسو، رفض فيه الخوض في الشق المتعلق بتأمين زيارة الحمدالله، وقال: «هذه أمور فنية، وما يهمنا هو تحقيق النجاح للزيارة». واكتفى بسيسو بالإشارة إلى أن برنامج الزيارة سيتمثل في عقد اجتماع للحكومة، «ثم العودة إلى رام الله في اليوم نفسه من أجل التحضير للسفر إلى مؤتمر إعادة الإعمار في مصر»، مستدركاً: «قد يتغير البرنامج في أي لحظة وفق المعطيات».
وكان رئيس حكومة «حماس» السابقة، إسماعيل هنية، قد رحب بعقد جلسة لحكومة التوافق في غزة لأول مرة منذ إعلان تشكيلها في حزيران الماضي.