تحتدم الاشتباكات بين «الدولة الإسلامية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط مدينة عين العرب بالتزامن مع دعوة الرئيس المشترك لـ«الحزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، صالح مسلم، الأكراد إلى الثورة «على المؤامرة التي تستهدفهم».
مصدر قيادي كردي أكد لـ«الأخبار» أنّ «الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في محيط مدينة عين العرب من الجهات الثلاث، وبمسافة أقل من 1 كم عن المدينة (من الجهة الشرقية)، وقد تزامن ذلك مع ثلاث هجمات متتالية من الجهة الغربية فشلت في اقتحام المدينة، ومحاولة اقتحام بسيارة مفخخة من الجهة الجنوبية دمرت قبل وصولها، أعقبتها محاولة اقتحام فاشلة من جهة قرية كانيا كراد، في ظل مقاومة عنيفة يبديها مقاتلو الوحدات في المدينة».
وسّعت «وحدات الحماية» تعاونها العسكري غير المعلن مع الجيش السوري

«المرصد السوري» المعارض أفاد بـ«أن تنظيم الدولة الإسلامية رفع رايته على منطقة مقتلة القديمة، المجاورة لمنطقة مقتلة الجديدة، أحد الأحياء الشرقية في المدينة».
في المقابل، نفى مصدر قيادي في «الوحدات» لـ«الأخبار» ما تردد عن اقتحام «داعش» المدينة، مؤكداً أن «الاشتباكات لا تزال في الضواحي، وأن نحو 20 عنصراً تسللوا إلى الحي الشرقي في المدينة بعد اشتباكات تلة مشتة نور فجر أمس، حيث اشتبكنا معهم لساعات وتمكنا من قتلهم وإجبار ما بقي منهم على التراجع».
يأتي ذلك مع تصريحات لصالح مسلم، بعد زيارة لتركيا استمرت لساعتين فقط، قال فيها: «يعيش شعبنا مع المجازر وجهاً لوجه، لكن جميع القوى العالمية كأنها مشتركة معاً عبر صمتها... نحن نريد الأسلحة، ولكن لا يعطوننا إياها حتى بالنقود، هناك الآن مؤامرة عالمية على كوباني، على الأكراد أن ينتفضوا في كل مكان». ترافق ذلك مع تسريبات عن شروط تركية ثلاثة طرحت أمام مسلم خلال لقائه مسؤولين أتراكاً لمساعدتهم في مواجهة «داعش»، انحصرت في «تخلي الأكراد عن التعاون مع الجيش السوري وإنهاء إعلان الحزب مناطق الإدارة الذاتية، والتعهد بعدم القيام بأية خطوات تهدد الأمن على الحدود السورية التركية». ويبدو أن تصريحات مسلم دلت على رفضه لهذه الشروط بدليل تزامن تصريحه مع إغلاق الأتراك للمعبر مع عين العرب ومنع حركة الدخول والخروج منه. رئيس المجلس التنفيذي لـ«مقاطعة الجزيرة»، أكرم حسو، أكد لـ«الأخبار» أنه «بغض النظر عن صحة التسريبات، فإن الشعب الكردي لن يتخلى عن مكتسباته»، مضيفاً أنّ «الحكومة التركية مستمرة بتقديم كافة أشكال الدعم لمسلحي داعش وأغلقت المعبر بوجه المدنيين وجرحى الوحدات والمقاتلين الراغبين في الالتحاق من تركيا». وتتزامن هذه التطورات مع توسيع «وحدات الحماية» تعاونها العسكري غير المعلن مع الجيش السوري في أكثر من جبهة في ريفي الحسكة والقامشلي، ما أدى إلى السيطرة على أكثر من أربعين قرية في ريف القامشلي ورسم طوق آمن في مدينة الحسكة، تُضاف إليه المساندة الصريحة لسلاح الجو السوري لهم في عين العرب مع بدء الهجوم عليها.