تضاربت الأنباء حول هوية الطرف المسيطر على الأرض في قضاء هيت الواقع في محافظة الأنبار، لكن المؤكد هو أن القضاء يشهد معارك عنيفة بين تنظيم "داعش" والجيش العراقي، في وقت شدد فيه ممثل المرجعية العليا على أهمية حماية المراقد الدينية لتجنب إشعال الفتنة.
وقال قائد عمليات محافظة الأنبار غربي العراق الفريق رشيد فليح أمس، إن 20 عنصراً من تنظيم "داعش" قتلوا بقصف للطائرات الحربية العراقية على مواقع كانوا يتمركزون فيها في قضاء هيت.
من جهته، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، أمس، أن معظم قضاء هيت بأيدي القوات الحكومية، مشيراً إلى استعداد القوات الأمنية لحملة عسكرية واسعة النطاق لطرد عناصر "داعش" من المناطق التي يسيطر عليها في القضاء.
وفي تصريحات إلى وكالة "الأناضول"، قال كرحوت إن "القوات الأمنية من الجيش والشرطة وبإسناد من طائرات الجيش وبمساندة مقاتلي عشيرة البونمر والبومحمل والبوفهد، تستعد لعملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير المناطق التي يوجد فيها داعش في قضاء هيت".
وأضاف أن "قوات الشرطة تصدت أمس وصباح اليوم لهجوم عناصر تنظيم داعش الإرهابي على قضاء هيت بأربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وأربعة انتحاريين آخرين يرتدون أحزمة ناسفة، هاجموا مراكز أمنية ومبنى مديرية شرطة القضاء ونقاط تفتيش تابعة لقوات الجيش والشرطة المحلية".
إلا أن تصريحات الكرحوت تعارضت مع تصريحات أدلى بها مصدر أمني كان قد أفاد أمس بسيطرة "داعش" على نحو 70% من القضاء، مشيراً إلى أن الجانب الآخر من المدينة عبر نهر الفرات، يقع تحت سيطرة القوات الأمنية والصحوات من عشيرة البونمر.
كذلك أضاف أن "مسلحي داعش يسيطرون على مركز شرطة هيت والمجلس المحلي، وقاموا بحرقهما بالكامل".
في السياق نفسه، فرضت القوات العراقية سيطرتها على أربع قرى في محافظة صلاح الدين وتمكنت من طرد عناصر "داعش" باتجاه تكريت، فقاموا بتفجير الجسر الرئيس الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو، بحسب مسؤول عراقي كردي محلي.
بدوره، أكد قائمقام الطوز شلال عبدول، أن القرى الأربع هي ينكيجة وأنجلي وعبود وزه ركة، مشيراً إلى أن "هذه العملية تأتي ضمن الجهود التي تحققت الخميس بتحرير خمس قرى باتجاه تكريت غرب قضاء الطوز".
وبذلك فإن تنظيم "داعش" حوصر في مدينة تكريت وليس لديه إمكانية شن هجمات على قضاء طوزخرماتو مجدداً، بحسب المسؤولين المحليين.
في هذا الوقت، دعا ممثل المرجعية العليا في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، أمس، الحكومة العراقية إلى فتح خطوط الإمداد للوحدات العسكرية التي بدأ "الإرهاب" بمحاصرتها، وحذّر من اعتماد "الطابع الطائفي أو القومي"، في آلية تشكيل الحرس الوطني.
وقال إن "الإرهاب يهدف إلى إشعال الفتنة بين أبناء البلد من خلال استهداف المدن والأماكن المقدسة"، داعياً "المقاتلين إلى المزيد من الحرص واليقظة، خاصة في الأماكن المقدسة، فقد حاولت المجاميع الإرهابية اجتياح منطقة بلد، التي يوجد فيها مرقد الإمام السيد محمد بن الامام الهادي".
وشدد الكربلائي على "ضرورة قيام الجهات المعنية بوضع آليات مناسبة لفتح خطوط الإمداد للوحدات العسكرية التي بدأ الإرهاب يعتمد اسلوب محاصرتها وعزلها ومن ثم القضاء عليها".
كذلك أكد "ضرورة الاستفادة من تجارب وآليات التشكيلات العسكرية والأمنية السابقة في تشكيل الحرس الوطني الجديد، ودراسة الأسباب التي أدت إلى إخفاقها وعدم تأدية مهماتها بالشكل المطلوب"، محذراً من "اعتماد أيّ آلية تضفي الطابع الطائفي أو القومي على تشكيلات الحرس الوطني الجديد وإشعار من ينتمي إليها بأنه يدافع عن فئة معينة".
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)