على الرغم من الضربات التي يتلقاها تنظيم "داعش" على أيدي طائرات التحالف الدولي، الداعم للعمليات البرية التي ينفذها الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في عدد من المدن والمحافظات العراقية، يرفض التنظيم رفع الراية البيضاء، مستكملاً حملاته العسكرية الرامية لتوسيع رقعة انتشاره.
وأفاد مصدر عسكري في محافظة الأنبار أمس بأن "طائرات التحالف الدولي بدأت ظهر اليوم بقصف عناصر تنظيم داعش الذي استولى على الجانب الأيسر من قضاء هيت غربي محافظة الأنبار".
وذكر المصدر أن "اشتباكات مسلّحة عنيفة دارت بين القوات الأمنية التي يساندها أبناء العشائر وإرهابيي داعش قرب الجسر الرئيس وسط هيت، لمنع الإرهابيين من محاولة العبور إلى الجانب الأيمن للمدينة"، مشيراً إلى أنه "لم يُعرف بعد حجم الخسائر جرّاء عمليات القصف والاشتباكات".
وكان نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، قد طالب قوات الجيش بالتدخل ومساندة قوات الشرطة وأبناء العشائر في هيت، بعد هجوم "داعش" على المدينة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن تنظيم "داعش" سيطر على أجزاء كبيرة من مناطق وأحياء بلدة هيت، واستولى على حي الجمعية وبناية القائمقامية وبناية مستشفى هيت العام، كما جرى الاستيلاء على بناية مديرية شرطة قضاء هيت ورفع العلم الأسود عليها وعلى العديد من المباني، مع تراجع منتسبي الأمن الذين كانوا يخوضون معارك عنيفة.
من جهة أخرى، تمكنت قوات البشمركة وبمساندة طائرات التحالف الدولي، من تطهير آخر معقل لتنظيم "داعش" في بلدة ربيعة على الحدود العراقية السورية.
وقال مصدر أمني مسؤول إن قوات البشمركة سيطرت على مستشفى ربيعة الذي يُعد آخر معقل للتنظيم في البلدة، مشيراً إلى أن الطائرات الدولية نفذت ضربات جوية على مواقع "داعش"، دعماً للقوات الكردية التي شنت الهجوم.
من جهته، قال ضابط في قوات البشمركة، إن تنظيم "داعش" خلّف وراءه عشرات الجثث المفخخة لعناصره بمناطق في بلدة ربيعة، مشيراً إلى أن التنظيم ترك نحو 100 جثة لعناصره ملقاة على الأرض، مضيفاً أن "معظم تلك الجثث فخخها التنظيم قبل أن ينسحب من البلدة، ولا يمكننا الاقتراب منها لدفنها".
في السياق نفسه، تمكنت قوات الجيش العراقي، ومقاتلو سرايا السلام التابعة للتيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر، من تحرير قرية شمسي شمالي محافظة بابل من سيطرة "داعش".
وقال المتحدث العسكري باسم السرايا، إن قواته عثرت على مصنع ومخبأ لتصنيع العبوات الناسفة، مشيراً إلى أنه جرت معالجة ومصادرة المواد الموجودة في ذلك المخبأ.
وعلى صعيد متصل، قال مصدر عسكري مسؤول، إن طائرات الجيش العراقي قصفت مواقع لـ"داعش" في منطقة البو عجيل شرق مدينة تكريت، ما أدى إلى مقتل الإرهابي المدعو نامس دلي عليوي مصلح العجيلي، أحد المشتركين في مجزرة قاعدة سبايكر العسكرية.
من جانب آخر، تبين أن الضربات العسكرية الأميركية ضد معاقل تنظيم "داعش" في العراق وسوريا قد كلفت منذ أن انطلقت في الثامن من آب، الحكومة الأميركية نحو مليار دولار.
ونشر مركز تقويم الاستراتيجية والإنفاق "سي إس بي إيه" الأميركي، وهو مؤسسة مستقلة، في تقرير، ما يفيد بان العمليات الأميركية ضد تنظيم "داعش" كلّفت حتى الـرابع والعشرين من أيلول الفائت ما بين 780 و930 مليون دولار، فيما الكلفة المستقبلية للعمليات مرتبطة على نحو رئيسي بطول الفترة الزمنية التي ستستمر فيها العمليات، ومدى كثافة الضربات الجوية، فضلاً عما إذا كان ستُرسَل قوات برية يزيد قوامها على ما هو مخطط له الآن.
إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، مقتل وإصابة أكثر من ثلاثة الآف عراقي جرّاء أعمال العنف والإرهاب التي شهدتها البلاد في شهر أيلول الماضي.
وذكر تقرير صادر عن البعثة أنه "قضي على ما مجموعه 1119 عراقياً على الأقل، وجُرح 1946 آخرون جرّاء أعمال الإرهاب والعنف التي حدثت في شهر أيلول".
(الاخبار، أ ف ب، الاناضول)