واصل تنظيم «داعش» تقدمه في ريف عين العرب في ريف حلب مقترباً أكثر من المدينة، غير مكترث بالضربات الجوية لـ«التحالف» الدولي في محيط المدينة، التي لم تسجل أي تأثير في قوته ونفوذه وتمدده في المنطقة، وسط أحداث سريعة تشهدها الحدود السورية التركية من خلال نشر أنقرة لدباباتها على نقاط مقابلة لعين العرب، فاتحة بذلك الأبواب لاحتمالات عدة قد تشهدها المنطقة.
تزامن ذلك مع هجمات عنيفة لـ«داعش» في بلدتي جزعة واليعربية على الشريط الحدودي مع العراق في محافظة الحسكة في محاولة منه للسيطرة على معبر اليعربية الحدودي للوصول إلى مناطق «الإدارة الذاتية» للاكراد في الحسكة.
وفي عين العرب تركزت الاشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» و«داعش» في قرية كازاكا من جهة المدينة الشرقية وتلال سفتك ومناز في الجهة الغربية ومحيط قرية كولمت في الجهة الجنوبية. ترافق ذلك مع قصف عنيف من «داعش» طاول المدينة بالدبابات وصواريخ غراد والمدافع الثقيلة ما أوقع شهداء ومصابين في صفوف المدنيين، ليُطبق بذلك الحصار على المدينة. «المرصد السوري» المعارض أفاد أنّ «70 قرية باتت تحت سيطرة التنظيم وأكثر من 200 ألف مدني شردوا»، وأن مقاتلي التنظيم «استولوا على جرارات وأراض وسيارات ونهبوا عددا من القرى التابعة لمواطنين أكراد على الشريط الحدودي».
في المقابل، استهدفت طائرات «التحالف الدولي» بأربع غارات تجمعات لـ«داعش» في قرى ميناس ومومان وتل دولي وشكفيتة في الجهة الغربية من عين العرب موقعةً قتلى في صفوفهم، كما استهدفت الخطوط الخلفية لـ«داعش» في بلدة تل أبيض وقريتي البديع وكوع غزيلة في الريف الشمالي للرقة، بالتزامن مع حشود تركية في الشريط الحدودي مع عين العرب وتمركز لدباباتها على التلال المشرفة على المدينة، فيما أرجعته مصادر كردية إلى «منع الأتراك أكراد تركيا من مساندة الوحدات في كوباني بعد عبور المئات منهم الحدود بعد إزالة الأسلاك الشائكة». الناطق باسم «وحدات حماية الشعب»، ريدور خليل، قال لـ«الأخبار» إنّ «نشر تركيا لدبابات على الشريط الحدودي لا يمثل هاجسا بالنسبة إلينا»، مؤكداً «أنهم يستبعدون أن تقدم تركيا على خطوة اقتحام بري لأراض سورية لاعتبارات عدة أهمها أنها تحتاج إلى غطاء وشرعية دولية». ولفت إلى أنّ «دول التحالف الدولي لن تسمح لها بالإقدام على مثل هذه الخطوة». واستبعد خليل «أن تقدم تركيا على محاربة داعش، لأن من يدعم داعش لا يمكن أن يحاربها». وبيّن أن «ضربات طائرات التحالف لمواقع داعش في كوباني لم تساعدنا لأنها لا تستهدف نقاط التماس، وبعيدة عن الأهداف المطلوبة، وتضرب بالغالب الخطوط الخلفية للتنظيم وذلك نتيجة عدم وجود تنسيق مع وحداتنا على الأرض». وأكد، أيضاً، أنّ «الطائرات السورية توقفت عن استهداف داعش في عين العرب بسبب تركز نقاط الاشتباك على مقربة من الحدود التركية، بما لا يفسح المجال لها لحرية الحركة في المنطقة لوجود مضادات حربية تركية».
رئيس المجلس التنفيذي لـ«الإدارة الذاتية لمقاطعة كوباني – عين العرب»، أنور مسلم، أكد لـ«الأخبار» أن «قيادة المقاطعة أرسلت للحكومة والبرلمان التركيين طلبات لتزويدها بالأسلحة النوعية للقتال إلى جانب الجيش التركي لمواجهة داعش إن كان جاداً في ذلك». ورأى «أنّ الحشد التركي يعود لسقوط قذائف هاون أطلقها داعش، بعضها سقط في الجانب التركي».
بموازاة ذلك سيطر مقاتلو «داعش» على معبر شنكال الذي كان معبراً إنسانياً استخدم لنقل أكثر من 100 ألف مواطن عراقي من جبال سنجار إلى مدن وبلدات سورية في محافظة الحسكة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين «الوحدات» و«داعش» في قرى مستريحة وكنهو وهمدان جنوب غرب بلدة جزعة وقرى فلسطين الشرقية وكنانة وفلسطين الغربية على الخط السياسي في ريف اليعربية. كذلك نفذت كل من «وحدات حماية الشعب» و «البشمركة» هجوماً على «داعش» في محوري اليعربية وربيعة «في عملية غير منسقة» بحسب مصدر قيادي في «الوحدات». ذلك أدى لتراجع «داعش» في محيط معبر اليعربية الحدودي مع العراق وسيطرة «البشمركة» على أنحاء كبيرة من بلدة ربيعة مع تقدم لقواتها باتجاه شنكال وبلدات سنون ودكرا في قضاء سنجار في ريف الموصل.