أكّد وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، رفض بلاده للتدخل العسكري في ليبيا، مشيراً إلى أن أراضي تونس وأجواءها لا يمكن أن «تُستغلا في إطار أي عملٍ عسكري ضد ليبيا». وجدد الخرشاني موقف بلاده الرافض للتدخل، لكن إن فرض، فيجب «أن يمر بشكل شرعي عبر منظمة الأمم المتحدة»، مشدداً على ضرورة «استشارة تونس، لأنها لا تريد إعادة أزمة اللاجئين»، التي حدثت في 2011 بعد سقوط النظام الليبي السابق.
وتعارض موقف الحرشاني مع خبر أوردته وكالة «الأناضول» عن مصدر أمني جزائري، أكّد فيه أن «الجزائر وتونس قررتا إقامة مناورات وتدريبات مشتركة لقواتهما الجوية»، في الأسابيع المقبلة، وتهدف إلى «التصدي لتهديدات محتملة من قبل تنظيم داعش في ليبيا».
وبحسب «الأناضول»، فإن «التدريبات تتضمن التنسيق بين القوات الجوية، في الدولتين، لمواجهة أي تهديد مصدره داعش». وأضافت الوكالة أن «التدريبات المشتركة تأتي في إطار التعاون العسكري والأمني بين البلدين، إضافةً إلى «التزام الدولتين بالمبادرة الدفاعية لدول غرب المتوسط (مجموعة 5+5)».
غارة لطائرة «مجهولة» على مدينة درنة أدّت إلى مقتل أربعة أشخاص

وفي تطور جديد، أغارت طائرة «مجهولة» على مدينة درنة، شرقي ليبيا، فجر أمس، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم إمرأة وطفلة. وقالت مصادر محلية في المدينة إن «منطقة باب طبرق شهدت غارات جوية عنيفةً جداً، من قبل طائرات حربية مجهول الهوية»، لافتةً إلى أن «الغارات أودت بحياة أربعة أشخاص، بينهم وليد محمد بوخطوة ومهيدي محمد المنصوري»، التابعين لـ«مجلس شورى مجاهدي درنة» (ائتلاف لكتائب إسلامية مسلحة).
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «الإندبندنت أون صانداي» البريطانية، أن «زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، طالب رئيس الوزراء دافيد كاميرون بكشف استعدادات حكومته للتدخل العسكري في ليبيا».
وأوضحت الصحيفة أن مطالبة كوربين تأتي في وقتٍ يزداد فيه «القلق» من «الطائرات المسيّرة البريطانية التي تحلّق في الأجواء الليبية بحثاً عن أهداف لتدميرها»، إضافةً إلى أن كوربين طالب كاميرون بـ«التأكيد، وبشكل قطعي، أمام مجلس العموم، أنه لم يتم اتخاذ قرار باستخدام الطائرات المسيّرة لدعم الجهد العسكري في ليبيا». وطالبه أيضاً بـ«التعهد بعدم اتخاذ قرار مماثل إلا بعد استشارة المجلس».
ورأت الصحيفة البريطانية أن ذلك يعدّ تحدياً لتصريحات وزير الدفاع مايكل فالون، الأسبوع الماضي، إذ رفض إطلاع المجلس على تفاصيل مهمات الطائرات المسيّرة في ليبيا. وتؤكّد الصحيفة أن «طائرات ريبر، المسيّرة، شاركت في العمليات العسكرية في سوريا لمدة عام كامل، قبل أن يسمح مجلس العموم بهذه المشاركة»، حيث استهدفت مواقع تابعة لـ«داعش»، وشاركت في قتل مواطنين بريطانيين كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم.
في غضون ذلك، ناشد المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أمس، الأعضاء المقاطعين لجلسات «الهيئة التأسيسية» لصياغة الدستور الليبي بالعدول عن قرارهم. وقال كوبلر، في تغريدة على «تويتر»، إنه اجتمع مع رئيس الهيئة التأسيسية للدستور، علي الترهوني، حيث أكّد له أن «التغيير والحوار من الداخل لهما تأثير أكبر ويساعدان بشكل أفضل في بناء دستور جيّد، يعتمد عليه مستقبل ليبيا».
من جهة أخرى، قالت عضو «الهيئة المقاطعة»، اعتماد المسلاتي، إن مقاطعة الجلسات تعبير «ديموقراطي» يُمارس في مختلف دول العالم، تعبيراً عن الاعتراض والاحتجاج لتغيير المسار. وأضافت «أتمنى أن يحدث التغيير في الهيئة من خلال الحوار»، مبينةً أن «الأعضاء المقاطعين حاولوا أكثر من مرة أن يغيّروا المسار الجهوي للهيئة، الذي يعتمد المحاصصة والقبلية في عمله، إلا أن ذلك لم ينجح، وهو ما دفعنا إلى المقاطعة».
وفي سياق منفصل، أشارت تقديرات «البنك الدولي» إلى أن تكلفةَ إعادة إعمار مرافق البنى التحتية في ليبيا ستبلغ 200 مليار دولار، خلال السنوات العشر المقبلة. ورأى «البنك الدولي»، في تقرير له بعنوان «الموجز الاقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أن معدل النمو الاقتصادي «كان دون التوقعات في ظل الضغوط الناجمة عن الحروب والإرهاب، وانخفاض أسعار النفط، كذلك فإن آفاق النمو على المدى القصير تبعث على التشاؤم».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)