سوريا لا تتراجع عن إعلان تأييدها للحرب على «الإرهاب». هذا ما أعلنه وزير خارجيتها، وليد المعلم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم أمس، في وقت وجهت فيه طهران رسالة قوية إلى «التحالف الدولي» تفيد بأن هدف تغيير النظام في سوريا عبر تعزيز الإرهاب، تزامناً مع الهجمات الاستعراضية ضد «داعش»، «حلم لن يتحقق».
وأكد المعلم أن بلاده مع «أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب، بشرط أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية»، داعياً إلى أن «تكون الأولوية للعمل على تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة إرهاب داعش والنصرة وغيرهما من أذرع القاعدة وتجفيف منابعه ليعم الأمن والاستقرار منطقتنا والعالم».
وقال المعلم إن «أحداثا كثيرة وتحولات كبيرة حصلت منذ أن وقفت هنا العام الماضي فاجأت كثيراً من الدول الموجودة معنا هنا، لكنها لم تفاجئنا... لأننا وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف سنة، كنا نحذر ونعيد ونكرر كي لا نصل الى ما وصلنا إليه الآن»، مشيراً إلى أن «تحدثنا في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من منبر دولي حول خطورة الإرهاب الذي يضرب سوريا، وإن هذا الإرهاب لن يبقى داخل حدود بلادي لأنه لا حدود له... فهذا الفكر المتطرف لا يعرف سوى نفسه ولا يعترف إلا بالذبح والقتل والتنكيل».
وتابع وزير الخارجية السوري «من هنا أقف لأقول... ألم يحن الوقت لأن نقف جميعاً وقفة واحدة في وجه هذا التمدد الخطير للفكر التفكيري الإرهابي في العالم… ألم تحن ساعة الحقيقة لنعترف جميعاً بأن تنظيم داعش وغيره كجبهة النصرة وبقية أذرع القاعدة لن يتوقف عند حدود سوريا والعراق، بل سيمتد إلى كل بقعة يمكنه أن يصل إليها ابتداءً من أوروبا وأميركا… ألا يجب أن نتعظ مما جرى في السنوات السابقة ونجمع الجهود الدولية كاملة للوقوف في وجهها كما جمع هذا التنظيم التكفيريين من كل أصقاع الأرض وأتى بهم إلى بقعة واحدة ليدرب ويسلح ويعيد نشر أفكاره وإرهابه عبرهم من حيث أتوا».
وأشار المعلم في سياق حديثه إلى القرارات الدولية الصادرة بشأن «مكافحة الإرهاب»، وقال «قد يقول قائل الآن إن قراراً دولياً قد صدر مؤخراً وبالإجماع وتحت الفصل السابع ليحول دون تمدد هذا التنظيم وغيره وللقضاء عليه... نعم أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً... هذا القرار الدولي الذي صدر في 15-8-2014 جاء متأخراً جداً... لكن هل الجميع جاد وحازم في تنفيذه… فمنذ صدوره لم نلمس أي تحرك جدي لتطبيقه.. لم نلمس أي شعور حقيقي بالخطر والعمل على أساسه من قبل أي دولة إقليمية ... بل إن ما رأيناه من الإدارة الأميركية من ازدواجية للمعايير وتحالفات لتحقيق أجندات سياسية خاصة من خلال تقديم دعم بالسلاح والمال والتدريب لمجموعات يسمونها معتدلة... إنما يشكل وصفة لزيادة العنف والإرهاب وسفك دماء السوريين وإطالة أمد الأزمة في سوريا... ونسف الحل السياسي من جذوره»، مؤكداً أن «مكافحة الإرهاب لا تتم عبر القرارات الدولية غير المنفذة... فالنوايا هنا لم يعد لها مكان.. إن مكافحة الإرهاب تتم بتطبيق القرارات فعلاً... عبر الضربات العسكرية بالتأكيد... لكن الأهم أيضاً هو وقف الدول التي تسلح وتدعم وتدرب وتمول وتهرب هذه الجماعات الإرهابية... ولهذا علينا أيضاً أن نجفف منابع الإرهاب».
وتابع قائلاًً إن «داعش فكرة تحولت إلى تنظيم يدعم ويسلح ويدرب ويطلق كالوحش المستميت ضد سوريا والعراق ولبنان... فلنوقف الفكر ومصدريه.. وبالتوازي لنضغط على الدول التي باتت عضواً في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حتى توقف دعمها للجماعات الإرهابية المسلحة... عندها تصبح محاربة الإرهاب عسكرياً عملية ناجحة... أما غير ذلك فوجودنا هنا لن يكون على مستوى دموع السبايا والنساء والأطفال من ضحايا داعش وجبهة النصرة وغيرهما».
وفي النقطة الأهم، قال وزير الخارجية السوري إن بلاده «إذ تعلن مرة أخرى أنها مع أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب... تشدد على أن ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء... وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية... وتشكر في الوقت ذاته كل الدول التي وقفت موقفاً حازماً ورفضت أي مساس بسيادة الدول الأخرى واحترمت القرارات الدولية».
كلمة وزير الخارجية السوري في نيويورك، أتت في وقت كانت فيه معارك «داعش»، ومن خلفها خطط أنقرة، مستمرة في الشمال السوري، إذ عززت تركيا، يوم أمس، استعداداتها العسكرية على حدودها مع سوريا بعدما قيل عن استهداف أراضيها بقذائف عدة، في حين تستعد الحكومة التركية لتطرح على البرلمان نصاً يتيح لها التدخل ضد «جهاديي داعش»، فيما برز يوم أمس استقبال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، لرئيس حكومة إقليم كردستان، نجيرفان البرزاني، في مكتبه في اسطنبول. ووقع ذلك، بينما تتواصل المعارك بين «داعش» والمقاتلين الأكراد في محيط مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية.
أحمد داود أوغلو يستقبل رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني


في غضون ذلك، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أنه «لو كانت أميركا صادقة فبدلاً من استهداف منشآت النفط والغاز والبنى التحتية السورية، لتمنع التداول المالي لدولارات داعش في النظام المصرفي»، مضيفاً، بشأن هجمات «التحالف الدولي» ضد «داعش» على أهداف في سوريا، إن «الهجمات غير القانونية والجنونية لن تؤدي إلا الى تعزيز التطرف في المنطقة».
ووصف أمير عبد اللهيان تغيير النظام في سوريا عبر تعزيز الإرهاب، تزامناً مع الهجمات الاستعراضية ضد «داعش» بأنه «حلم لن يتحقق»، وقال «لن تتمكن أي جهة من اتخاذ القرار بدلاً من الشعب السوري».
إيرانياً كذلك، رأى مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة العميد مسعود جزائري، أن «التعاون بين أميركا وداعش ما زال مستمراً»، معتبراً إجراءات الأميركيين بذريعة محاربة هذا التنظيم بأنها «مجرد خداع للرأي العام».
عموماً، طغى أيضاً يوم أمس حديث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الأخير عن إساءة تقدير قوة «داعش» في سوريا، في ما بدا أن كلامه يأتي في جزء منه في سياق أميركي داخلي، سياق الانتخابات التشريعية النصفية التي ستقام بعد خمسة أسابيع. ويجد الديموقراطيون أنفسهم في موقع سياسي حرج، حيث إن أوباما لا يلقى تأييداً شعبياً وخاصة في الولايات المتأرجحة، ما يعني أن من غير المرجح أن يسعى مرشحو حزبه الديموقراطي الى الطلب منه زيارة تجمعاتهم الانتخابية. ويسيطر الجمهوريون حالياً على مجلس النواب ويتوقع أن يحتفظوا به. وسيبدأ أعضاء الكونغرس الذين سيتم انتخابهم في تشرين الثاني عملهم في كانون الثاني.
وفي هذا الصدد، أظهرت استطلاعات جديدة تراجع الديموقراطيين وتحقيق الجمهوريين مكاسب مهمة في محاولتهم استرجاع سيطرتهم على مجلس الشيوخ الأميركي في الانتخابات النصفية قبل خمسة أسابيع من إجرائها. وأظهرت استطلاعات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، وموقع «فايف ثيرتي إيت. كوم»، وصحيفة «واشنطن بوست»، وصحيفة «هافنتغون بوست»، تقدم الجمهوريين في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني.
ويحتاج الجمهوريون الى الحصول على ستة مقاعد لاستعادة مجلس الشيوخ. وتوقعت صحيفة «نيويورك تايمز» زيادة فرص الجمهوريين من 55% الأسبوع الماضي الى 67% حتى يوم أمس، فيما توقعت صحيفة «واشنطن بوست» ارتفاع نصيب الجمهوريين من 65% الى 76%. كما أظهرت إحصاءات موقع «فايف ثيرتي إيت. كوم» ارتفاع نسبة الجمهوريين من 55% الى 60%.
(الأخبار، ا ف ب، رويترز)








«تاليس» الفرنسية ستزود الحرس الوطني السعودي أنظمةً مساعدة


أعلنت مجموعة «تاليس» الفرنسية للإلكترونيات والدفاع أن القوات الجوية الأميركية اختارتها لتزود الحرس الوطني السعودي أنظمة مساعدة للملاحة الجوية وأنظمة لرادارات أبراج المراقبة.
وقالت المجموعة في بيان إنها «اختيرت لتوها من جانب سلاح الجو الأميركي في إطار عقد من نوع فورين ميليتاري سيلز (بيع معدات عسكرية للخارج) لتزويد الحرس الوطني السعودي مساعدات في مجال الملاحة والأنظمة المخصصة لرادارات أبراج المراقبة».
وأوضحت أن هذه الأنظمة «ستوضع في مطارين جديدين في البلاد هما خشم العان في شرق الرياض وديراب في جنوب غرب المدينة».
ولم تحدد المجموعة قيمة هذا العقد، لكنها لفتت الى أنه «يؤكد موقع تاليس كشريك موثوق به على صعيد إدارة الملاحة الجوية في المجالين المدني والعسكري».
ومطار خشم العان، الذي لا يزال قيد البناء، سيزود بمدرج بطول ألفي متر، فيما سيستقبل مطار ديراب الذي لم يبدأ بناؤه بعد طائرات ومروحيات.
ومع تشغيل المطارين، سيستقبلان 12 طائرة من طراز «بوينغ ايه اتش 64 اي اباتشي» و24 من طراز «بوينغ ايه اتش 6 آي» و24 مروحية من طراز «سيكورسكي يو اتش 60 ام بلاك هوك» تتبع كلها للحرس الوطني.
(أ ف ب)