الجزائر | تلقت الجزائر طلبات من أطراف سياسية ليبية فاعلة، للعمل على تهيئة المناخ لجمع مختلف الجهات الليبية على طاولة الحوار، لمنع التدخل العسكري الغربي وإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد، من خلال حل سياسي ينتهي بإعلان مصالحة وطنية.
وقال مصدر ديبلوماسي جزائري لـ«الأخبار»، رافضاً الكشف عن اسمه، إن أطرافاً سياسية ليبية وشخصيات فاعلة، طلبت من الجزائر القيام بوساطة لإنهاء الأزمة في البلاد والدفع باتجاه الحوار «الليبي - الليبي»، خصوصاً بعد نجاح الماليين في الجلوس إلى طاولة واحدة في الجزائر وظهور بوادر انتهاء الأزمة التي تشهدها مالي.
وأوضح المصدر أن من بين الشخصيات الليبية التي تقدمت بهذا الطلب، رئيس المؤتمر الوطني السابق المنتهية ولايته نوري أبو سهمين والقيادي الإخواني علي الصلابي والناشط السياسي بشير السويحلي، وأيضاً رئيس حزب «الوطن» الليبي ورئيس المجلس العسكري لطرابلس سابقاً عبد الحكيم بلحاج، إضافة إلى رئيس وزراء ليبيا الأسبق محمود جبريل، والمبعوث الخاص للرئيس الليبى الراحل معمر القذافي أحمد قذاف الدم، ورئيس الحكومة الليبية السابق علي زيدان.
أبدت شخصيات
ليبية موافقتها على مباشرة المفاوضات وجلسات الحوار

وبحسب المصدر الدبلوماسي، فإن الجزائر على تواصل مستمر مع مختلف الأطراف السياسية الليبية التي تنبذ العنف وتؤمن بالحوار كوسيلة لحلّ الأزمة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن شخصيات ليبية زارت الجزائر في إطار البحث عن سبل إنهاء الأزمة. وأضاف أن دور دول الجوار الليبي كالجزائر، أصبح معترفاً به من قبل المجموعة الدولية التي ترى أنه لا حلّ في ليبيا، إلا بالجلوس إلى طاولة الحوار.
وأشار المصدر الدبلوماسي، أيضاً، إلى أن هناك ردود فعل إيجابية لدى الأطراف الليبية المعنية، التي أبدت موافقتها على القدوم إلى الجزائر ومباشرة مفاوضات وجلسات حوار تنهي الأزمة الليبية. وقال إن شخصيات تونسية تعمل على التنسيق مع الجزائر لجمع الأخوة الفرقاء.
وكشف المصدر أن الجزائر تنتظر المواضيع التي ترغب الأطراف الليبية مناقشتها، وذلك بهدف ضبط برنامج المفاوضات بعد تحقيق التوافق بين الأخوة الفرقاء.
وكان المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني الليبي العام المنتهية ولايته عمر حميدان قد صرّح، في وقت سابق، بأن الليبيين يرحّبون برعاية الجزائر للحوار بين الفرقاء الليبيين، موضحاً أن الموقف الجزائري كان متوازناً منذ بداية الأزمة، ومشيراً إلى أن الجزائر وفقت على المسافة نفسها من الجميع، الأمر الذي جعل الأطراف الليبية توافق على لعبها دور الوساطة.