21 قرية في ريف عين العرب في ريف حلب الشمالي باتت تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس، بعد هجوم عنيف ومفاجئ شنّه التنظيم وحشد له مئات المقاتلين. وشهدت عين العرب (كوباني)، تصعيداً كبيراً من قبل مسلحي «داعش» الذين هاجموا بالأسلحة الثقيلة والدبابات قرى في أرياف المدينة الشرقي والغربي والجنوبي، فارضين حصاراً عليها، لتكون الأراضي التركية المنفذ الوحيد لأهالي البلدة من الجهة الشمالية.
وأكّد المركز الإعلامي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، في بيان، «استمرار الاشتباكات العنيفة على خمسة محاور في قرى: قمجي، قلحيدي، جعده وكون خفتار الواقعة جنوب كوباني، وكورك، عيدانية، بعدك ومتيني شرق كوباني، وقرى بوراز، وزرك، وتعلك وجب الفرج غرب كوباني». وأضاف البيان إنّ «وحدات حماية الشعب تخوض مقاومة عنيفة وتمنع تقدم المجموعات المرتزقة».
مصدر في «الوحدات» أكد لـ«الأخبار» أنّ «داعش، بعد الهزائم التي تلقاها في ريفي الحسكة والقامشلي وطرده من بلدة جزعة الحدودية ومن قرى عدة في تل حميس، يريد النيل من صمود الشعب الكردي في كوباني». وأضاف إنّ «تركيا التي تدّعي محاربة داعش من خلال الحلف الدولي هي من تقدم الدعم والتمويل للتنظيم لقتل الشعب الكردي وإخضاعه وسلبه المكتسبات التي حققها في الفترة الأخيرة». وأشار إلى أنّه «تم إعلان النفير العام لمواجهة خطر داعش الذي لن يسيطر على قلب غرب كردستان إلا في حال عدم بقاء أي مقاتل من الوحدات والقوات الشعبية المساندة لها في المدينة».
في موازاة ذلك، لفت مصدر قيادي في «الإدارة الذاتية - مقاطعة الجزيرة» لـ«الأخبار» إلى أنّ «هجمات داعش على كوباني تهدف إلى انتزاع قلب الإدارة الذاتية من خلال السيطرة على المدينة وريفها وقتل مشروع الإدارة الذاتية إرضاءً لتركيا، التي نمتلك معلومات أنها هي من تموّل وتدير المعركة ضد أبناء الشعب الكردي في كوباني». وشدّد المصدر على «أنه تم استنفار كل الجهود العسكرية والاقتصادية والخدمية في المقاطعة دعماً لصمود أهل كوباني وسيتم تقديم كل أشكال الدعم في سبيل أن يبقى قلب غرب كردستان ينبض بالحياة».
أعدم «داعش» عدداً
من المدنيين في بعض القرى التي سيطر عليها


وذكرت مصادر ميدانية أن «داعش» أعدم عدداً من المدنيين في قرية تورمان في الريف الجنوبي لعين العرب بعد سيطرته عليها. من جهته، حذّر «الائتلاف» السوري المعارض، في بيان، من «مجازر بعد سيطرة داعش على بعض القرى في منطقة عين العرب».
من جهته، نفى رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» في سوريا، صالح مسلم، سقوط 16 قرية كردية بيد «داعش»، قائلاً «إن الأنباء التي نشرت في عدد من وسائل الإعلام عارية من الصحة»، مقرّاً بأن معارك عنيفة تدور بين «وحدات حماية الشعب» وعناصر «داعش» في تلك المناطق.

الجيش يستعيد تل ملح في ريف حماه

وفي ريف حماه الغربي، حشد الجيش السوري قواته للسيطرة على تل ملح غربي بلدة محردة. وانتهت القوات من التمركز على التل، صباح أمس، حسب مصدر ميداني. وبحسب المصدر، أقام المسلحون تحصيناتهم في القرية ليل أول من أمس. وباكتمال السيطرة على مثلث تل ملح - الجلمة - الجديدة، تصبح التريمسة وكفرهود، إلى الغرب من محردة، معزولتين عن محيطهما، داخل طوق محكم يجعل عودة الجيش للسيطرة عليها سهلة بعد خسارتهما أول من أمس.
ويتوقع المصدر«السيطرة على حاجز الزلاقيات، شمال حلفايا، خلال الساعات المقبلة، باعتباره يشهد اشتباكات عنيفة». معارك تل ملح أوقعت عشرات القتلى في صفوف مسلحي «جبهة النصرة»، بينهم الأمير العسكري لـ«لواء سيد الشهداء» أبو فواز الحموي، بالإضافة إلى «أمير عمليات الاقتحام» أبو فهد الحموي. كذلك اعترفت «تنسيقيات» المعارضة باستعادة الجيش تل ملح، في الوقت الذي استمر فيه قصف الطيران الحربي لمواقع المسلحين في مدينة كفرزيتا.
إلى ذلك، استمر سقوط قذائف الهاون على أحياء العاصمة السورية من قبل المسلحين. وسقطت أمس قذائف صاروخية في مناطق أبو رمانة والمزة 86 والمالكي وفي محيط فندق الشيراتون في دمشق.
كذلك استمر سلاح الجو في قصف تجمعات المسلحين في كل من الدخانية ودوما وحي جوبر، شرق العاصمة.