قدم رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني، أمس، تشكيلة حكومته الجديدة إلى البرلمان في مدينة طبرق شرقاً، وسط تعمّق الانقسامات السياسية في البلد المضطرب، وفي الوقت الذي أوصى فيه مؤتمر مدريد بشأن ليبيا، بعدم الاعتراف بأي حكومة ليبية موازية.
واقترح الثني حكومة من 18 وزيراً، سيتولى البرلمان درسها قبل أن يجري التصويت بشأن منحها الثقة من عدمه، بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي فرج بوهاشم، علما بأن هذه الحكومة تحظى برعاية مصرية جزائرية سعودية إماراتية.
وصرح بوهاشم بأن «الأجواء التي سادت داخل البرلمان تفيد بوجود بعض الملاحظات على الأسماء المطروحة في حكومة الثني»، لافتاً إلى أنه «من المرجح أن تجري مراسلة الثني لإجراء تعديلات على القائمة، إذا جرى الاتفاق على ذلك خلال الجلسة المسائية».
وقال نائب في البرلمان طلب عدم ذكر اسمه إن «الثني احتفظ بحقيبة الدفاع لنفسه إلى جانب مهماته كرئيس للوزراء»، مضيفاً أنه «اختار عاشور شوايل وزير الداخلية السابق والمستقيل من حكومة علي زيدان نائباً أول له، إضافة إلى تسلمه حقيبة الداخلية، كما اختار وزير الثقافة السابق الحبيب الأمين نائباً ثانياً لشؤون الخدمات».
وأشار المصدر إلى أن «الثني أوكل حقيبة الخارجية والتعاون الدولي لسيدة تدعى فريدة بلقاسم العلاقي».
كما لفت الانتباه إلى أن وزارات عدّة جرى الاستغناء عنها في هذه الحكومة، على أن تصبح هيئات ومؤسسات تابعة للحكومة.
وفي موازاة ذلك، أوصى مؤتمر مدريد لاستقرار وتنمية ليبيا، أمس، بعدم الاعتراف بأي حكومة موازية، ودعا إلى الحوار بين الفصائل السياسية للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد منذ نحو شهرين، بحسب وزير الخارجية الليبي.
وفي مؤتمر صحافي في مدريد برفقة نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، حذر وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز، من أن «ليبيا قد تدخل حرباً أهلية طويلة الأمد، إذا لم يدعم المجتمع الدولي وبسرعة خطة لحماية المؤسسات الشرعية وتدريب الشرطة ومؤسسات الدفاع وتزويدها بتكنولوجيا متطورة لمكافحة الجماعات المسلحة».
وقال وزير الخارجية الليبي: «نحن لا ندعو إلى تدخل عسكري في ليبيا، ولكن القضية الليبية منذ أن دخلت إلى أروقة مجلس الأمن باتت قضية دولية، وما يحدث هو انخراط واهتمام من المجتمع الدولي وأصدقاء ليبيا وجيرانها الجغرافيين والسياسيين في القضية الليبية من أجل دعم الاستقرار والتنمية».
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسباني أن المشاركين في مؤتمر مدريد أجمعوا على ضرورة محاربة الإرهاب في ليبيا. وقال إننا «سنلتقي قريباً في نيويورك لبحث نتائج اجتماع مدريد».
ميدانياً، شنّت ميليشيات إسلامية من بينها «أنصار الشريعة» هجوماً جديداً على مطار بنغازي العسكري والمدني، الذي يعد آخر معقل لقوات اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر في شرق البلاد.
كذلك قُتل عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته محمد الكيلاني، ليلة الثلاثاء، في معارك غرب العاصمة طرابلس بين مليشيا «فجر ليبيا» التي يقودها ومجموعات أخرى، بحسب ما أفاد مصدر عسكري من التيار الإسلامي.
وقال المسؤول العسكري إن «الكيلاني قتل (أثناء) قيادته للمعارك في منطقة ورشفانة في محور الحشان»، بهدف اقتحام ورشفانة، الواقعة على بعد 20 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس، لكن مسؤولاً في مدينة الزاوية، مسقط رأس الكيلاني، أكد أن «كميناً نصب للكيلاني وثلاثة من مرافقيه خلال عودته من طرابلس، قبل أن تجري تصفيته على أيدي مسلحين من منطقة ورشفانة».

(رويترز، أ ف ب، الأناضول)