عقدت الحكومة العراقية الجديدة أولى جلساتها أمس، برئاسة حيدر العبادي، وحضور كامل الأعضاء، في وقت لاقت فيه ترحيباً دولياً جامعاً، وتلقى رئيسها اتصالات مهنئة من زعماء العالم، أبرزهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، والإيراني حسن روحاني. وشدد العبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، على أهمية عمل جميع الأطراف السياسية معاً، لإخراج العراق من أزمته الحالية.

وأوضح بيان لمكتب رئيس الحكومة، أن البرزاني شدد للعبادي في اتصال هاتفي أمس، هنأه فيه بتأليف الحكومة، على ضرورة ألا تكرر الحكومة الحالية، أخطاء الحكومات السابقة، وألا تتجاهل مطالب الأكراد. من جهة أخرى، طالب رئيس كتلة الرافدين المسيحية في البرلمان، يونادم كنا، العبادي بإعادة النظر في عملية تأليف الحكومة والاستمرار في «الخطأ» حيال المكون المسيحي عبر تهميشه وعدم منحه استحقاقه في الحكومة.
ولفت كنا، في تصريح لوكالة «الاناضول»، إلى أن تصحيح الخطأ يكون عبر منح المسيحيين حقيبة وزارية من الوزارات التي لم تجرِ تسمية من سيحمل حقائبها حتى اليوم.
من جهة أخرى، هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي، العبادي بمنح حكومته الثقة، وأعرب أوباما عن أمله بأن تتمكن الحكومة الجديدة من جمع الأطراف العراقية، وتعهد التنسيق «الحثيث» مع العبادي لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية». بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، القادة العراقيين إلى قيادة بلدهم «بالنهج والروحية نفسيهما اللذين استندوا اليهما في تأليف حكومتهم».

لندن سترسل
أسلحة وذخائر للجيش العراقي والبشمركة

لندن من جهتها، دعت العبادي إلى الاسراع في تسمية وزيري الداخلية والدفاع، لمواجهة «الدولة الإسلامية».
ولفت وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند في بيان، إلى أهمية العمل المشترك لكل القوى السياسية العراقية «لتجاوز تلك التحديات ومن ضمنها التهديدات التي يمثلها تنظيم الدولة الاسلامية». وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها سترسل بنادق آلية وذخيرة بقيمة نحو 1،6 مليون جنيه استرليني (2،6 مليون دولار) بناء على طلب من الحكومة العراقية، وأن القوات العراقية والكردية ستستخدم هذه الأسلحة. من جهته، هنأ الرئیس الإيراني حسن روحاني، رئيس الحكومة العراقي حیدر العبادي بتأليف حكومته، معرباً عن «أمله باحلال الأمن والاستقرار في العراق». وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رأى أن تأليف الحكومة العراقية «خطوة مهمة في عملية الانتقال السياسي المتبعة منذ إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة».
بدوره، أشار الملك الأردني، عبد الله الثاني، إلى أن تأليف حكومة العبادي «خطوة مهمة» باتجاه «تعزيز وحدة الصف» و«التوافق الوطني». كذلك هنأ رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في اتصال هاتفي، العبادي، بحصول حكومته على ثقة البرلمان العراقي. الصين أملت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، أن يعمل القادة العراقيون على ترسيخ الوحدة ومواجهة التحديات معاً، وأن يعززوا المصالحة السياسية وإعادة البناء الاقتصادي لاستعادة الأمن القومي. إلى ذلك، أعلن الفريق رشيد فليح قائد عمليات الأنبار التابعة للجيش العراقي، في تصريح لوكالة «الأناضول»، مقتل 70 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال استعادة السيطرة على منطقة «الخفاجية» غربي المحافظة، التي يسيطر عليها المسلحون منذ نحو شهر، فيما بدأت القوات العراقية عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم «الدولة» في ناحية الضلوعية جنوب تكريت.
(أ ف ب، الأناضول، رويترز)