القاهرة | قبل أن يكمل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الدقيقة الأولى في مداخلته خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، قرر رئيس الجلسة وزير الخارجية، الموريتاني أحمد ولد تكدي، مقاطعته ليطلب من الضيوف والإعلاميين الخروج من القاعة. ويبدو أن عباس الذي افتتح كلامه بالحديث عن خلافه مع حركة «حماس» لم ينتبه إلى أن كلمته تذاع على الهواء مباشرة، وخاصة أن هناك من منسقي الجلسة من أعطاه ورقة ليتوقف قليلاً عن الشكوى من «حماس» بشأن انفرادها بالقرار منذ «الانقلاب عليه في غزة».
وقالت مصادر من داخل الجلسة، لـ«الأخبار»، إنه عقب إخراج وسائل الإعلام من القاعة، تدارك رئيس السلطة الموقف وانتقل إلى الحديث عن أفكار لديه كاللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل بارتكابها مخالفات وجرائم خلال الحرب الأخيرة على غزة. مع ذلك، بقي غضب «أبو مازن» من «حماس» واضحاً خلال حديثه، وخاصة أنه اتهمها بعرقلة المفاوضات ومحاولات التسوية.
في ختام الجلسة، أعرب مجلس الجامعة عن دعمه «التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يحدد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال فلسطين على حدود خط الرابع من حزيران لعام 1967 ضمن تثبيت مبدأ حل الدولتين». وكلّف وزراء الخارجية العرب، في ختام أعمال اجتماعهم للدورة الـ142، الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الاتصال مع المجموعات الدولية والإقليمية وأعضاء مجلس الأمن لحشد الدعم لهذا التوجه.
كذلك علمت «الأخبار» أن حديث عباس الغاضب عن «حماس» لم يكن خلال اجتماعات الجامعة العربية فقط، بل طرحه في لقاءاته مع مسؤولين مصريين ومثقفين وكتاب. وهي الأفكار نفسها التي ناقش فيها رئيس السلطة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان «عودة غزة إلى حكم السلطة الفلسطينية»، وذلك في قصر الاتحادية في القاهرة.
وتضيف مصادر سيادية إن عباس ناقش مع السيسي كيفية تنفيذ اتفاقية الاتحاد الأوروبي الخاصة بالرقابة على المعابر، وذلك حتى يبدأ إعمار غزة بصورة رسمية، وخاصة مع اقتراب مؤتمر الإعمار الذي سيعقد في مصر. وقالت تلك المصادر إن اللقاء حضره رئيس المخابرات العامة اللواء محمود التهامي، ووزير الخارجية سامح شكري.
«أبو مازن» تطرق إلى مناقشة ضرورة وجود الحرس الرئاسي على معبر رفح بين غزة ومصر، وذلك «بعد أن تقبل الفصائل مبدأ الدولة الفلسطينية الواحدة بمؤسسة للجيش وجهاز للشرطة واحد، وأيضاً بما يتخلل اعتراف حماس بضرورة تغيير موقفها من القطاع المحتل وعودتها إلى الوطن الأم فلسطين»، كما نقل عنه.
فى الوقت نفسه، ذكرت مصادر رئاسية أن السيسي ركز على الأوضاع النهائية بشأن غزة وخاصة التهدئة التي عقدت أخيراً بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما تحدث عن موضوع الإعمار وآليات ذلك.
وتحسس الحاضرون تشديد عباس على تأكيد شرعيته رئيساً منتخباً لفلسطين «بعد اكتشافه محاولة انقلاب حماس على الحكم في رام الله، وتنسيقها مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان لاختراق الحركة». ونقل عن بعضهم أن عباس أعاد الحديث عن أن السلطة «لن تقبل أي شراكة مع حماس ما دام الوضع الحالي مستمراً في غزة.