معارك ضارية يخوضها الجيش السوري للتقدم باتجاه آخر معاقل الفصائل المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك مع استمرار العملية العسكرية شمالي درعا للسيطرة على بلدة عتمان.
ويتغير الخطّ البياني للخريطة العسكرية بين الحين والآخر على المحور المؤدي إلى بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي، نتيجة معارك الكر والفر التي تشهدها منطقة الاشتباكات. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ «المسلحين لم يتوقفوا عن استقدام التعزيزات من ريف إدلب الغربي عبر الطرق القادمة من اليونيسية وبداما لتثبيت مواقعهم المتبقية في الجبال الساحلية»، مشيراً إلى أنّ «جبهتي آرا وطعوما في محيط كنسبا لم يتمكن الجيش السوري من التثبيت فيهما حتى الآن، إذ ما زالتا نقطة اشتباك مستمر، ويسعى منهما الجيش للسيطرة على تلال جبل الروس المشرفة على بلدة كنسبا». وأضاف المصدر أن «عناصر الجيش والفصائل المؤازرة له تخوض اشتباكات عنيفة على أكثر من محور في جبهتي جبل الأكراد والتركمان، بهدف استنزاف المسلحين وقطع خطوط إمدادهم». وأشار إلى القصف المتكرر للمدفعية التركية خلال كل عملية تقدم للجيش على محور جبل التركمان من جهة جبل عطيرة للسيطرة على قرية كلز القريبة من الحدود، مضيفاً إلى بلدة كلز كان الجيش قد سيطر عليها في وقت سابق وانسحب منها نتيجة القصف المكثف من قبل المدفعية التركية الذي ترافق مع هجوم المسلحين.
يواصل الجيش تقدّمه في بلدة عتمان، شمالي مدينة درعا
وأكد المصدر الميداني إصرار غرفة العمليات المشتركة، المشرفة على العمليات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي، على إنهاء الوجود المسلح في المنطقة الجبلية، وصولاً إلى الحدود التركية خلال أيام. وكثفت طائرات الاستطلاع الروسية تحليقها على كامل المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة ورافقتها طائرات حربية نفذت ضربات على أهداف عدة، وإحداها استهدفت 6 سيارات تنقل ذخيرة قادمة من مخيم أوبين متوجهة إلى جبهة جبل الروس. وأعلنت «تنسيقيات» المعارضة مقتل وإصابة عدد من مسلحي «الفرقة الساحلية» في غارة جوية استهدفت موقعهم في جبل التركمان، 7 منهم من ريف إدلب.
من جهة أخرى، أصدرت «اللجنة الأمنية» في محافظة اللاذقية قراراً يقضي بفتح عدة طرق مغلقة بالحواجز الاسمنتية وتسهيل حركة السيارات لتخفيف عمليات الازدحام. وقال مصدر مسؤول في المحافظة لـ«الأخبار» إنّ القرار جاء بعد اجتماع أمني وتلبية لطلبات المواطنين الذين رأوا في انتصارات الجيش في ريف اللاذقية سبباً للتخفيف من الحواجز المنتشرة داخل المدينة. وأشار المصدر إلى انه تمت عملية إزالة عدد من الحواجز الاسمنتية والإبقاء على بعضها في محيط المؤسسات الأمنية والعسكرية والدوائر الرسمية، بينما الطرق باتت مفتوحة على جهتي الإياب والذهاب.
وأما في درعا، فلا يزال الجيش السوري يتقدم في بلدة عتمان، شمالي مدينة درعا، مسيطراً على عدة كتل إضافية باتجاه مبنى المجلس المحلي، كما سيطر على عدة نقاط على الطريق الواصل بين عتمان وداعل. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ العملية العسكرية للجيش السوري مستمرة للسيطرة على البلدة بمساندة سلاح الجو الروسي الذي استهدف أكثر من 20 موقعاً للمسلحين، بالإضافة إلى تدميره رتل سيارات مؤازرة قادماً من بلدة طفس عبر الطرق الزراعية. وكان الجيش قد بدأ عمليته للسيطرة على بلدة عتمان بالهجوم عليها من 3 محاور. ولبلدة عتمان أهمية استراتيجية كونها بوابة مدينة درعا الشمالية، وتقع على أوتوستراد دمشق ــ درعا القديم الذي يهدف الجيش السوري إلى إعادة فتحه واستخدامه.
وفي حماة، قال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش استقدم تعزيزات جديدة إلى جبهة الريف الجنوبي للسيطرة على ما تبقى من بلدة حربنفسة التي لا يزال المسلحون يسيطرون على أجزاء منها، وذلك لاستكمال العملية العسكرية الهادفة إلى حصار ريف حمص الشمالي وقطع خطوط إمداد المسلحين. وأشار المصدر إلى أن جبهة ريف حماة الشمالي ستعود قريباً إلى واجهة العمليات، حيث بدأ التمهيد الجوي على مواقع المسلحين في القرى الواقعة تحت سيطرتهم.