ريف دمشق | يولي الجيش السوري أهمية بالغة لمعركة جوبر في الغوطة الشرقية. فبعد أيامٍ على بدئها، صعَّد من وتيرة الاشتباك بما يجعل الجولة الحالية من المعارك أعنف الجولات التي خاضها الجيش في الحي حتى الآن. ومنذ ساعات الصباح، أمس، أمَّن سلاحا الجو والمدفعية غطاءً نارياً لمجموعات الاقتحام التي انتشرت، بحسب مصادر عسكرية لـ«الأخبار»، على أربعة محاور داخل البلدة: «فيما كانت مجموعات الاقتحام تتموضع في الأماكن المتفق عليها، كانت الطائرات والمدفعية تستهدف معاقل جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبهة النصرة في الحي».
وتؤكد المصادر الميدانية فقدان مقاتلي المعارضة المسلحة القدرة على التواصل بعضهم مع بعض في بعض شوارع جوبر جراء العملية، و«إحداث إرباك كبير في صفوفهم، إذ قطعت مجموعات الاقتحام الاتصالات بين التجمعات الجغرافية الخمسة للإرهابيين داخل جوبر، وسيكون التصعيد وتقدم الجيش سيّدَي الموقف خلال الأيام القادمة».
وفي سياق سعيهم لفك الضغط الذي فرضه الجيش على مسلحي جوبر، افتعل مقاتلو «جيش الإسلام» القادمون من الغوطة الشرقية معارك إشغال مع الجيش على جبهة المتحلق الجنوبي، بالقرب من جوبر، قبل أن يعاودوا الانسحاب جراء سقوط العشرات من الاصابات في صفوفهم.

كمين للجيش يقتل
40 مسلحاً من «داعش» شرق حمص


كذلك استهدف الجيش مواقع المسلحين في زبدين ودير العصافير في الغوطة الشرقية، وسقطت قذائف هاون أمس على أحياء الشاغور وأبو رمانة وبساتين المزة في دمشق، من دون أنباء عن وقوع إصابات.

جبهة حماه

في موازاة ذلك، بدأ مسلحو «جبهة النصرة» هجمات يائسة على حاجز بطيش جنوب بلدة حلفايا في ريف حماه. الجيش ردّ بعنف على المهاجمين، ما أدى إلى تدمير دبابتين استخدمهما المسلحون في قصف الحاجز المذكور، حسب مصدر ميداني. ويضيف المصدر: «اكتمال عدد القوات المطلوبة لتحقيق تقدم ميداني على الأرض أفضى إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم النهائية غربي حماه». سلاح الجو، بدوره، أغار على مواقع المسلحين في كفرزيتا والصايد، قرب بلدة مورك، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى. ومن المتوقع أن يكثف الجيش ضرباته ضد حلفايا، باعتبارها مركز ضخ هائل للعناصر المسلحة باتجاه البلدات المجاورة، في حين يواصل الجيش تقدمه ليسيطر على معظم أراضي بطيش، بهدف حصر المسلحين ضمن مثلث أرزة ــ خطاب ــ حلفايا. وبحسب مصادر أهلية، فإن تسلم العقيد سهيل الحسن قيادة العملية على محور محردة ــ حلفايا ولّد ارتياحاً كبيراً لدى الناس الذين طالت معاناتهم. وتتابع المصادر: «الآمال تعلّق على العقيد الحسن وقواته، باعتبارهم من أقوى المقاتلين على الأرض السورية، إضافة إلى حاجة الناس اليائسين إلى رفع معنوياتهم، من خلال اسم لامع أصبح رمزاً شعبياً وقائداً محبوباً من قبل عناصره».
إلى ذلك، دارت معارك عنيفة أمس بين الجيش والمسلحين على بعد مئات الامتار من المنطقة العازلة التي تفصل بين سوريا والجولان المحتل. وتبادل الجيش مع مسلحي المعارضة إطلاق النار في جنوب غرب مدينة القنيطرة، بحسب المصادر العسكرية. ومن جهته، قال «المرصد السوري» المعارض إنّ «مقاتلي المعارضة، بما في ذلك مقاتلون من جبهة النصرة، يخوضون مواجهات عنيفة مع القوات النظامية السورية للسيطرة على منطقة الحميدية في القنيطرة، والتي تعدّ معقلاً مهماً للجيش السوري».
وذكرت وكالة «سانا» الاخبارية أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقضي على العديد من الارهابيين جنوب مزرعة تشرين وبالقرب من مشفى القنيطرة وتدمر لهم رشاشاً ثقيلاً وتوقع إرهابيين قتلى ومصابين وتدمر عدداً من آلياتهم في أم باطنة والحارة الجنوبية لقرية جبا وفي حرش مجدوليا في ريف القنيطرة».
وفي ريف حمص، أفشلت وحدات من الجيش محاولة مقاتلي «داعش» التسلل إلى قرى ريف مدينة المخرم شرق حمص، ليؤدي الكمين إلى سقوط أكثر من أربعين قتيلاً في صفوف التنظيم، من بينهم القائد الميداني للتنظيم، أبو قتادة الحمصي، بحسب مصادر ميدانية. وبالتزامن مع استهداف الجيش لمواقع «النصرة» غرب مدينة تلبيسة، ركزت المدفعية استهدافها لتجمعات التنظيم في محيط قرية أم شرشوح، ليسقط العشرات من مقاتليه بين قتلى وجرحى.

اشتباكات وادي الضيف

على صعيد آخر، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمعارضة المسلحة في محيط معسكر وادي الضيف في ريف إدلب. وفيما قصفت مدفعية الجيش تجمعات المسلحين في تلمنس ومعرشمشة، فكّكت وحدات الهندسة في الجيش ثلاث عبوات ناسفة كانت مزروعة على طريق أم جرين في ريف المحافظة. وفي وقتٍ دمر فيه الجيش مستودعاً للأسلحة تابع لـ«داعش» بالقرب من ساحة الباسل، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش و«داعش» بالقرب من مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى حي الحويقة والمريعية وموحسن في الريف الشرقي لدير الزور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف التنظيم. في السياق، أفاد التلفزيون السوري بأن «الجيش بسط سيطرته على مشارف حقل التيم بريف دير الزور، ويلاحق المسلحين على مشارف البوعمر والمربعة».
إلى ذلك، خاض الجيش السوري معارك واسعة بالقرب في بستان القصر ومحيط سجن حلب المركزي، وفي منطقة البريج شمال شرق حلب، ما أدى إلى مقتل العشرات من المسلحين. وفي استمرارٍ للمعارك بين الفصائل المسلحة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «غرفة عمليات نهروان الشام» و«داعش»، في محيط قرية دابق في الريف الشمالي لحلب، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، في وقتٍ تواصلت فيه المعارك بين «وحدات الحماية» الكردية و«داعش» في قرى كوركة وزرزوري شرقي المحافظة، إضافة إلى قرى جبنة وتل زاغروس في كوباني شمال حلب.