بدأت الكتل السياسية العراقية مرحلة البحث في الأسماء المرشحة لدخول حكومة حيدر العبادي بعد انتهائها من الاتفاق على الخطوط العريضة لعمل الحكومة للمرحلة المقبلة، مع بقاء نقاط اختلاف مع التحالف الكردستاني يعمل على تذليلها. وأجمع الساسة العراقيون أمس على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للتفرغ للملف الأمني وإغاثة النازحين، مع اقتراب موعد انطلاق العام الدراسي وكيفية معالجة أزمة الطلاب المهجرين. وغلبت الأجواء الإيجابية على تصريحات قيادات الكتل.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بدا متفائلاً بالإعلان عن الحكومة قريباً، بعدما شهدت المشاورات لتشكيلها تقدماً ملموساً. وأكد معصوم، في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية»، أن «الأولوية بعد تشكيل الحكومة ستكون للتركيز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية»، مشدداً على «ضرورة بناء تحالف واسع لمحاربة المجموعات المسلحة في العراق».
من جهته، أبدى رئيس «ائتلاف الوطنية»، إياد علاوي، استعداده للتعاون مع رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، واصفاً مطالب ائتلافه بالـ«بسيطة». وطالب علاوي ورئيس التحالف الوطني، إبراهيم الجعفري، بعيد لقاء جمعهما، بالالتزام بالتوقيتات الدستورية لتشكيل الحكومة المقبلة.
كذلك أكد علاوي أنه سيكون جزءاً «فاعلاً» في الحكومة إذا ما تم الاتفاق على المطالب وعلى البرنامج الحكومي، وعلى آلية لاتخاذ القرارات، فيما دعا إلى تشكيل حكومة «متجانسة تحظى بقبول واسع من كل العراقيين». وقال علاوي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم، عقب اجتماع عقده الجانبان، إن «مطالبنا بسيطة، وتتلخص بوجود فريق عمل متجانس وخطة عمل واضحة وضمانات بالشراكة».
من جهته، أعلن الحكيم عن التوصل إلى تفاهم كامل مع التحالف الكردستاني على النقاط الخلافية عدا نقطتين. وأكد أن المفاوضات مع تحالف اتحاد القوى وصلت إلى التدارس بشأن الوزارات، فيما أشار إلى أن التحالف الوطني «يضع اللمسات المهمة على البرنامج الحكومي».
وأوضح الحكيم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع علاوي، أن «هناك حديثاً مع اتحاد القوى بشأن الوزارات، والتحالف الوطني يتدارس في ما بينه طبيعة الوزارات التي سيشغلها».
«ائتلاف الوطنية» طالب «التحالف الوطني» بمنحه حقيبة وزارة الدفاع أو رئاسة جهاز المخابرات الوطني في الحكومة الجديدة. وكشفت المتحدثة باسم الائتلاف انتصار علاوي، في تصريح إلى وكالة «الأناضول»، أن «زعيم القائمة إياد علاوي سيشارك بنفسه في الحكومة الجديدة لإنقاذ البلد من الكارثة الأمنية التي تمر بها البلاد».
وفي سياق متصل، أكد التحالف الوطني سير المفاوضات التي يجريها مع الكتل السياسية إلى مراحل متقدمة وجيدة جداً، مرجحاً مناقشة المناصب الوزارية التي تشغلها الكتل السياسية خلال اليومين المقبلين.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، أن العراق سيكون «مقبرة لداعش».
وأوضح المالكي، الذي قام بزيارة مفاجئة لبلدة آمرلي التركمانية بعد فك حصارها، وتجول مع وفد حكومي في شوارع المدينة والتقى بالمقاتلين وقوات الحشد الشعبي، وكذلك بسكان المدينة، أن «العراق سيكون مقبرة لداعش، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لداعش».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)