يبدو أن الأزمة المتفاقمة في اليمن وصلت إلى نقطة يصعب الرجوع فيها بدخول تحرك حركة «أنصار الله» في الأيام القليلة الماضية مرحلة التحدي الصريح للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتواصلت، يوم أمس، تظاهرات الحوثيين في صنعاء، لليوم التاسع على التوالي، في تحدٍّ لطلب الرئيس إنهاء الاعتصام ومغادرة العاصمة بهدف استئناف الحوار. وتأتي مشاركة عشرات الآلاف في التظاهرات، تلبيةً لطلب زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، الذي دعا أنصاره ليل أول من أمس إلى الاستمرار في تحركهم الشعبي حتى إقالة الحكومة، مهدداً بتصعيد وصَفَه بـ«المزعج والمقلق للفاسدين».

وفي موازاة التظاهرات التي جابت شوارع صنعاء، والاعتصام القائم عند مداخل العاصمة، واصل الرئيس اليمني تصعيد نبرته إزاء «أنصار الله»، حيث اتهم الحركة أمس بـ«التوسع على الأرض بقوة السلاح، مستغلةً فرصة انشغال الجيش بالحرب ضد تنظيم القاعدة في محافظات جنوبي البلاد». وأضاف هادي، خلال استقباله هيئة رئاسة «الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية»، أنه عندما «انخرط الجيش في مواجهة تنظيم القاعدة ومكافحته، هاجمت جماعة الحوثي قبيلة حاشد، وصولاً إلى مدينة عمران».
ورأى أن الحوثيين «نكثوا بالعهد» على الرغم من تعهّدهم عدم مهاجمة عمران، مضيفاً أنه «كلما جرى اتفاق معهم كانوا ينقضونه».

هادي: لا مجال
لأي تمرد على
الإجماع الوطني


ورأى هادي أنه «يتجنب دائماً لغة التعصّب المذهبي والطائفي»، متمنياً تجاوز أي منطق للطائفية. وأضاف أن «مفاجأة صنعاء بحشود قبلية فرضت واقعاً مرفوضاً شعبياً وسياسياً ووطنياً وإقليمياً ودولياً»، في إشارة إلى إقامة الحوثيين مخيمات لأنصارها في ثلاثة من مداخل صنعاء، الأسبوع الماضي، مجدداً التأكيد أنه «لا مجال للخروج عن الثوابت الوطنية والتمرّد على مخرجات الحوار الوطني الشامل مهما كان الأمر».
كذلك، قال هادي إنه تلقّى اتصالات من الولايات المتحدة الأميركية ومن مجلس الأمن الدولي ومن عدد من العواصم العربية والدولية «تؤكد جميعها» أنه «لا مجال لأي تمرد على الإجماع الوطني في اليمن»، وأن الجميع «متضامنون مع اليمن ويدينون تصرفات ميليشيات الحوثي».
ومضى قائلاً إن «الشعب اليمني واع ومطلع على كل المجريات وما يفرض عليه من تحدٍّ سافر وغير منطقي ولا عاقل».
من جهتها، طالبت الهيئة الوطنية لـ«الاصطفاف الشعبي» سلطات الدولة بتحمّل مسؤولياتها الوطنية في حماية الوطن والمواطنين وسرعة تنفيذ «مخرجات الحوار الوطني الشامل... (على اعتبار أنه) الحلّ الممكن لإخراج الوطن من دوامة الصراع وفق إطار زمني محدد».
ودعت الهيئة سلطات الدولة إلى «بسط نفوذها على كامل التراب الوطني ونزع سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة أياً كانت، تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني»، مطالبةً الدولة «بالمعالجات الاقتصادية والمعيشية العاجلة لرفع معاناة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة، وتجفيف منابع الفساد ومحاكمة الفاسدين».
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر قد غادر العاصمة صنعاء أمس، استعداداً لتقديم تقريره عن الأوضاع الحالية في البلاد إلى مجلس الأمن يوم غد، بحسب مصدر حكومي. وأوضح المصدر أن مغادرة بنعمر جاءت، بعدما عقد سلسلة لقاءات مع أبرز المسؤولين اليمنيين وقيادات القوى السياسية في البلاد وناقشت الأوضاع المتوترة في اليمن.
وكان بنعمر قد أكد أن الوضع في اليمن يُعدّ الأسوأ منذ عام 2011، داعياً إلى «تمكين الدولة من ممارسة سلطاتها على مناطق البلاد كافة». كذلك أشار إلى أن الوضع في اليمن بات مقلقاً جداً، «ولعله الأكثر إثارة للقلق منذ بداية العملية الانتقالية في البلاد».
(الأناضول، أ ف ب)




مقتل 8 في اشتباكات

قتل 7 من جماعة «أنصار الله» وأحد عناصر «اللجان الشعبية» في مواجهات وقعت بينهما في محافظة الجوف شمالي البلاد. وأكدت مصادر ميدانية أن «اللجان الشعبية» تتقدم في جبهات القتال الثلاث، وأنها سيطرت خلال الأيام الماضية على «مواقع مهمة للحوثيين في هذه الجبهات»، في إشارة إلى مناطق الغيل والساقية والصفراء.