منذ يوم أمس حتى فجر اليوم، وتصريحات القيادات الفلسطينية لا تصب في اتجاه واحد، إذ كل منهم يعلن في لحظة عن «قرب التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب لشهر تبحث فيه القضايا النهائية»، وبعد قليل يعلن عن «صعوبة المفاوضات والتعنت الإسرائيلي».مصادر قريبة من حركة «الجهاد الإسلامي» أوضحت أن ما نقل عبر الإعلام لم يكن دقيقاً وحمل تأويلات غير صحيحة، موضحة في الوقت نفسه أن سبب الارتباك هو «إعطاء الجانب المصري مؤشرات إيجابية ثم عودته إلى القول إن التعنت الإسرائيلي يصعّب الموقف ويؤجل الحل».

ولم تخف هذه المصادر أن المصريين لا يضغطون عملياً على الاحتلال، «فيما الأخير يماطل ويطيل اجتماعاته ولا يسلم رداً واضحاً للوسيط المصري»، وبناءً على ذلك لا يقبل الوفد الفلسطيني الذي توزع في عدة عواصم عربية أن يعلن موقفاً واحداً حتى التأكد من ردّ العدو. وحاولت المصادر الابتعاد عن الإجابة عن سؤال موعد التهدئة، لكنها قدرت ألا تكون الساعات القليلة المقبلة هي لحظات الحل.
ويحاول الإعلام الإسرائيلي أن يقدم صورة مفادها أن السلطة الفلسطينية و«الجهاد الإسلامي» موافقتان على التفاصيل، فيما لا تزال «حماس» تعارض بعض النقاط. لكن المصادر نفسها تتحدث عن أن الوساطة المصرية قائمة على تفاهمات عام 2012 وجرى توسيعها «وفي كل الأحوال الوفد الفلسطيني بانتظار الرد الإسرائيلي، ولا توجد موافقة من فصيل دون آخر لأنه لم يجر رد إسرائيلي على الورقة الموحدة حتى اللحظة».
وتحدث مسؤول العلاقات السياسية في «حماس»، أسامة حمدان، عن أن حركته لن تقبل ابتزازها، لكنه لم يوضح في حديثه المقتضب لـ«الأخبار» ماهية الضغوط الممارسة عليهم، مكتفياً بالقول إن «حماس» لن تخضع لها.
في المقابل، قال القيادي في «الجهاد الإسلامي» وعضو الوفد، خالد البطش، إن الجانب المصري الراعي للاتفاق لا يزال يجري الاتصالات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى حل، لكنه نفى كل الحديث عن ضمانات سعودية لوقف النار. وأشار البطش في حديث متلفز إلى أن البنود التي يجري العمل عليها هي نفسها المتفق عليها مسبقاً وتتعلق بفتح المعابر ورفع الحصار وتوسيع مسافة الصيد، «لكن قضايا تبادل الجثث والأسرى وقضيتي الميناء والمطار تؤجل لبعد شهر من وقف النار».
وما كشف عن جزء من الأزمة حديث رئيس الوفد الفلسطيني والقيادي في حركة «فتح»، عزّام الأحمد، عبر تلفزيون مقرب للحركة عن أنه كان بالإمكان في يومي التاسع عشر والعشرين من الشهر الجاري الوصول إلى اتفاق «لكن هناك أصابع لعبت في الخفاء وأحبطت الاتفاق». وتابع الأحمد: «أثناء زيارة الرئيس أبو مازن لقطر، تم الاتفاق مع وزير الخارجية القطري على برنامج ضمن ثلاث نقاط، ثم اتفقنا على الذهاب إلى مصر لبدء المفاوضات، لكننا فوجئنا فور وصولنا إلى مطار القاهرة بتصريحات لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، تقول إنه لا داعي للمفاوضات»، مستدركاً أنه يمكن الآن «في لحظة وضحاها التوصل إلى وقف النار».
أيضاً تقاطع رئيس الوفد مع حديث البطش عن أنه لا توجد ضمانات سعودية للاتفاق، نافياً صحة هذا الحديث «لأن السعودية تدعم المبادرة المصرية منذ طرحها». وأوضح أن «قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بإجماع وطني، وأن لا يستفرد فصيل بقرار الحرب لأن الدم الفلسطيني ليس ملك فصيل دون آخر». وهدد بالقول: «سأسمي بالاسم الصغار في الساحة الفلسطينية والأطراف الإقليمية والدولية الذين يحاولون إفشال جهود الرئيس عباس، لأن هناك تحالفات إقليمية تريد توجيه ضربة إلى مصر، لكن الحل لا يمكن من دونها».
في السياق، طالب خالد مشعل، الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالتدخل لدى الحكومة الإسرائيلية لمطالبتها برفع الحصار عن غزة والدفع نحو إنهاء الحرب «وإيقاف المحرقة بحق الفلسطينيين». وقال مشعل، في مقابلة مع موقع «ياهو» الإخباري، مخاطباً أوباما: «أدعوك لأنك قائد لأهم وأقوى دولة في العالم، من أجل وقف العمل العمل العدائي ضد غزة ورفع الحصار وفتح الحدود وإعادة بناء القطاع»، مضيفاً أن «هذه مطالبنا». وأشار الموقع الإخباري إلى أن هذه الدعوة إلى الرئيس الأميركي، أطلقها مشعل بالإنكليزية، في نهاية مقابلة مطولة أجريت تحت إجراءات أمنية مشددة في مكتب إعلامي تابع لـ«حماس» في الدوحة.
على جانب السلطة، حذر وزير الخارجية في حكومة التوافق، رياض المالكي، من إحباط المبادرة المصرية «الوحيدة للحل»، مؤكداً في الوقت نفسه إمكانية الذهاب إلى مجلس الأمن في حالة الوصول إلى طريق مسدود.
على صعيد ميداني، قالت مصادر إسرائيلية إنّ المقاومة الفلسطينية أطلقت أكثر من 120 صاروخاً وقذيفة صاروخية باتجاه الأراضي المحتلة أمس، وادعت أن 106 من الصواريخ سقطت، فيما جرى اعتراض 16 أخرى. كذلك أشارت إلى أنه «جرى قصف 70 هدفاً في غزة»
أما المقاومة فأعلنت أنها استهدفت قاعدة «حتسور» الجوية وعسقلان و«نتيفوت»، وكذلك قصفت «أشكول» و«زيكيم» و«سديروت» وشركة كهرباء صوفا بـ33 صاروخ 107، وفي عملية مشتركة بين سرايا القدس (الجهاد الإسلامي) وكتائب القسام (حماس) جرى إطلاق 30 قذيفة هاون على معبر «إيرز» و«نتيف هعتسرا»، وأيضاً استهدف السرايا مواقع عسكرية أخرى بـ24 قذيفة هاون.
بموازاة ذلك، أعلنت المصادر الطبية أن إجمالي عدد الشهداء حتى اليوم الخمسين للعدوان كان 2131 إضافة إلى 10890 جريحاً بعد أن أحصت تسعة شهداء أمس، فضلاً عن آخرين لا يزالون تحت الأنقاض في قصف استهدف حي الشجاعية.
وكشف مصدر في أمن المقاومة مقرب من «حماس» أن 13 عميلاً سلموا أنفسهم منذ إطلاق عملية «خنق الرقاب» يوم الجمعة الماضي وبدأت بإعدام 18 عميلاً بموجب قرارات محكمة ثورية، ومنهم من سلمتهم لعائلاتهم أو حتى زوجاتهم.
(الأخبار)




طهران: الرد في فلسطين

أعلن قائد سلاح الجو ـ فضاء في قوات حرس الثورة الإيراني، العميد علي حاجي زادة، أن الجمهورية الإسلامية ستعمل على تسريع تسليح الضفة المحتلة، وذلك في معرض تعليقه على إسقاط طائرة تجسس إسرائيلية كانت تحلق قرب محطة نووية في بلاده. وأوضح زادة، للصحافيين أمس، أن طهران لا تزال تحتفظ بحقها في الرد على «الكيان الصهيوني المعتدي»، مؤكدا أن القوات المسلحة في الجيش والحرس الثوري على أتم الاستعداد لمواجهة أي عدوان محتمل.
وتعود قضية تسليح الضفة إلى الخطاب الذي ألقاه المرشد الأعلى للجمهورية، السيد علي خامنئي، قبل أسابيع خلال حديثه عن الحرب الجارية على قطاع غزة، واتهامه الغرب وأميركا بدعم العدوان الإسرائيلي.
(الأخبار)