الرقة، معقل تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي احتل المدينة منذ آذار 2013، لم تعد آمنة لمسلّحيه في الآونة الاخيرة. ففي الأيام الماضية، أخلى التنظيم عدداً كبيراً من مراكزه، فيما رحلت مجموعات من مسلّحيه، بينهم قادة عن المنطقة، إثر الغارات الكثيفة التي شنّتها ولا تزال الطائرات الحربية السورية.
عشرات الغارات التي حقّقت أهدافاً «دقيقة»، بحسب مصادر سورية، وصفها معارضون وسكان محليون بأنها «مختلفة» عن الغارات السابقة، كما أشار البعض الى انها طائرات أميركية تستهدف مواقع تابعة لـ«داعش» على الحدود السورية العراقية، وفي الرقة، في الوقت الذي بدأت فيه العملية العسكرية العراقية ــ الكردية ــ الاميركية المشتركة ضد «داعش» في محيط سد الموصل.
مصدر أمني سوري كشف لـ«الأخبار»، أن «الطائرات السورية هي التي تستهدف معاقل داعش الارهابية، وهي طائرات روسية الصنع من نوع سوخوي، لم يسبق ان استُخدمت».
وهذه الطائرات، بحسب المصدر نفسه، حصلت عليها القوات المسلحة السورية إبان الازمة السورية لحماية العاصمة دمشق، لكن لم تستخدم حينها. ومن المؤكّد أن هذه الطائرات تستخدم اليوم لضرب معاقل التنظيم، الذي هو نفسه ظنّ أن أميركا شريكة في الموضوع نظراً إلى دقة الاهداف.
وأكّد المصدر أن «دقة الاحداثيات لا تعود فقط إلى استخدام تلك الطائرات التي تتميّز بتقنيتها العالية في تحقيق الاهداف والرصد في أي وقت كان»، بل يكشف كذلك ان «بعض عناصر الفرقة 17 واللواء 93 أنشأوا خلايا في الرقة، وهم الذين يبلّغون عن إحداثيات ومواقع تابعة لداعش». كذلك شدّد المصدر على ان ذلك يجري أيضاً «بالتعاون مع عدد كبير من أهالي الرقة، الذين لم يحيدوا عن خط الدولة برغم احتلال داعش لمدينتهم». وبحسب المصادر العسكرية، فإن الطائرات حقّقت «أهدافاً نوعية في هذه الفترة، إذ استهدفت أرتالاً ضخمة تابعة لداعش، وأوقعت عشرات الاصابات والقتلى».
أما عن توقيت تصعيد الجيش السوري ضرباته ضد «داعش»، بالتزامن مع العملية العسكرية التي بدأت في العراق لاستعادة سد الموصل، فقال المصدر إن «الطائرات الحربية لطالما استهدفت معاقل التنظيم، لكن التصعيد يأتي في هذه الفترة بسبب المعلومات التي حصلت عليها القيادة العسكرية، والتي تتحدّث عن قدوم قادة من داعش الى الرقة، وغالبيتهم من الاجانب». وينوّه المصدر نفسه، بأن «الطائرات الحربية تستهدف داعش في عدد من المناطق، وهي تقصف إرهابيي التنظيم في دير الزور وفي حلب، وكذلك في الحسكة».
وعلى الرغم من دخول الولايات المتحدة على خط محاربة «داعش» في العراق، إلا ان وضع العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا يبقى مختلفاً كليا، وخصوصاً أن الاخيرة لطالما اتهمّت أميركا والدول الغربية طيلة الاعوام الماضية بمساعدة الخلايا الارهابية على تخريب سوريا.
وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قد أكد أول من أمس «عدم وجود أي تعاون سوري رسمي استخباري أو أمني مع الولايات المتحدة او الاوروبيين». كذلك نفت واشنطن، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، «أي تقارب او تعاون مع دمشق في مجال توجيه الضربات الى تنظيم الدولة الاسلامية».