كما كان متوقّعاً، لم يصمد تمديد الهدنة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي اتّفقا عليها في وقت متأخّر من مساء الإثنين، في ما مثّل أوّل تمديد للاتفاق الذي كان توصّلا إليه في مدينة جدة السعودية، بوساطة سعودية - أميركية، في 20 أيار. وأفاد مصدر ديبلوماسي سوداني، وكالة «رويترز»، بأن الجيش علّق مشاركته في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وتمكين وصول المساعدات الإنسانية. كذلك، أوضح مسؤول في الحكومة السودانية، لوكالة «فرانس برس»، أن الجيش اتخذ هذا القرار «بسبب عدم تنفيذ المتمرّدين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة».
وعلى جري العادة، جاء هذا الانسحاب بعد أن شهدت العاصمة السودانية، أمس، اشتباكات بين الطرفين، ترافقت مع تبادلهما اتّهامات بخرق الهدنة. ودافع كلّ طرف بأنه يردّ على هجمات الآخر، ما جعل وقف إطلاق النار حبراً على ورق، على رغم اتّفاق كليهما سابقاً على استمرار النقاش بينهما لإجراء تعديلات على الاتفاق الأساسي، بما يضمن تجنّب وقوع الجانبَين في خروقات تعرقل الهدنة.
وقال البرهان، أثناء زيارة لقواته في الخرطوم، أمس، إن «الجيش مستعد للقتال حتى النصر»، بينما أعلنت «الدعم السريع» أنها تواصل ممارسة «حقها في الدفاع عن نفسها» في مواجهة «انتهاكات الجيش للهدنة».
على الصعيد الإنساني، بات 25 مليوناً من أصل 45 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات ‘نسانية للاستمرار، بحسب الأمم المتحدة، بعد مرور سبعة أسابيع على اندلاع الحرب. وذكرت اليونيسيف أن «13,6 مليون طفل بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني المنقذ للحياة»، من بينهم «620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد»، بحسب المنظمة الأممية.
ولم تعُد المياه الجارية تصل إلى بعض مناطق الخرطوم، فيما لا تتوافر الكهرباء إلّا بضع ساعات في الأسبوع، كما باتت ثلاثة أرباع المستشفيات خارج الخدمة. أمّا المستشفيات التي تواصل عملها فلديها القليل من المستلزمات الطبية والأدوية، كما أنها مضطرّة لشراء الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بعشرين ضعف سعره الأصلي.
وتطالب المنظّمات الإنسانية، منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان، بتوفير ظروف أمنية تتيح لها الوصول إلى الخرطوم ودارفور من أجل تزويد المخازن التي نهبت أو دمّرت بسبب القتال.