«الانتقالي» توعّد، مطلع الشهر الجاري، بـ«استعادة دولة الجنوب وفكّ ارتباط عدن عن صنعاء»
وبدت لافتةً سرعة استجابة الديوان الملكي السعودي لذلك المطلب؛ إذ سرعان ما أُرسلت طائرة خاصة لنقل نحو 40 شخصاً من قبائل حضرموت للتشاور في الرياض، فيما علمت «الأخبار»، من مصادر مقرّبة من حكومة عدن، أن المملكة استدعت، أيضاً، «المجلس الرئاسي» بأعضائه كافة، وقيادات سياسية وحزبية وتكتّلات قبلية موالية لها، للتدارس في ما تشهده المحافظات الجنوبية. وكان «المجلس الرئاسي» التزم الصمت حيال تحرّكات «الانتقالي»، وهو ما أثار موجة غضب في أوساط الموالين للأوّل، الذين اتّهموه ورئيسه بـ«الخيانه الوطنية». واعتبر نائب رئيس البرلمان الموالي لـ«التحالف»، عبد العزيز جباري، أن السعودية والإمارات تسعيان «لتشطير اليمن وتقسيمه» بواسطة «الرئاسي»، محمّلاً رئيس المجلس، رشاد العليمي، ورفاقه، مسؤولية انحدار اليمن نحو حروب وصراعات دموية، علماً أن العليمي لم يسجّل، في خطابه مساء الأحد بمناسبة ذكرى الوحدة، أيّ موقف ممّا يقوم به «الانتقالي».
من جهتها، دانت السلطات المحلّية الموالية لحكومة صنعاء في المحافظات الجنوبية التحرّكات الأخيرة، والتي وصفتها بأنها «الأشدّ خطورة على الوحدة منذ 33 عاماً». ودعا محافظ أبين، صالح الجنيدي، «أحرار الجنوب إلى إسقاط مخطّط تجزئة المحافظات الجنوبية وتحويلها إلى دويلات خاضعة للانتداب الاستعماري». واعتبر الجنيدي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن التحرّكات التي يقودها «الانتقالي» «لا تمثّل أبناء الجنوب، بل مصالح وأجندات ومشاريع دول الغزو والاحتلال التي فشلت في تثبيت وجودها العسكري في الجنوب»، مبدياً «حرص صنعاء على الحوار مع كلّ المكوّنات الجنوبية لإيجاد حلول منصفة للقضية الجنوبية في إطار الوحدة الوطنية». وكان رئيس حكومة صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، أشار إلى أن «مشروع الانفصال مشروع بريطاني يجري حالياً بتمويل إماراتي، ويُنفّذ من قِبَل أدوات محلّية»، مؤكّداً، في تصريح صحافي الأحد، استعداد حكومته لـ«فتح النقاش مع كلّ المكوّنات الجنوبية تحت سقف الوحدة»، ومحدّداً موعد انطلاق الحوار السياسي بـ«رحيل القوّات الأجنبية من كلّ الأراضي اليمنية وخاصة المحافظات الجنوبية». وفي الاتّجاه نفسه، أكّدت وزارة الدفاع في حكومة «الإنقاذ» أن «الوحدة الوطنية خطّ أحمر»، معتبرةً أن «ما يحدث من تحرّكات مشبوهة في الجنوب، يأتي في إطار إعاقة جهود السلام والدفع بالوضع نحو الحرب». وحذّرت، في بيان مساء الأحد أيضاً، من أن «فرصة السلام الحالية هي الأخيرة للأعداء، لأنه في ما بعدها ستكون الكلمة الفصل للقوّات المسلّحة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها»، مجدّدة تأكيد جهوزيّتها لـ«كلّ الخيارات للدفاع عن الوطن ووحدته وسيادته ومنجزاته كافة»، بحسب ما ورد في البيان.